أمل كعوش |
الأربعاء، 21 نوفمبر 2012
الله كان يجلس بجانبي!
الاثنين، 8 أكتوبر 2012
ثمن أيام بفلسطين!
- كُل صباح-في العادة- تُحضر نفسك لأشياء جديدة.. و في هذا الصباح كُنت أحضرُ نفسي للقاء الوطن للمرة الأولى. وربما الآخيرة!.
- الوطن و الأصدقاء وجهان لعملة واحدة فوجود كلاهما يدفعانك لأربع أشياء: الجمال، الحياة، الضحك، و البكاء... شكراً منى.
- منى أستقبلتني في بيسان، و قطعت فلسطين بالعرض لحيفا، مشان أول شي أملي فيه روحي وعيوني البحر. ومش أي بحر.. بحر حيفا.
- أول صباح في الوطن، كان يحمل طعم أبتسامة مُكتملة... هذه الأبتسامة لم تكن في هذا الكمال من قبل.
- سؤال صباحي : يا الله لماذا سُلب منّا كُل هذا الجمال؟
- شهد القريبة البعيدة، صاحبة الخواتم الكنعانية و العقل"الألاوي". كانت تنتظر في الناصرة. اليوم لقاء آخر مع الوطن وغداً أبتسامة مُكتملة آخرى.
- في الطريق إلى الناصرة كان صوت فيروز و وديع : تبقى بلادنا بالحمام مسيج ويضحك ع هالعلوات غيم بنفسجي و لما على بنياتها يهب الهوا يصير الهوا ع بوابن يروح ويجي وتبقى بلادنا تضحك بهاك المدى.
- ريحة فلسطين من جبل القفزة لحالها كافية لتصحيك من كُل الوهم.
- بعد اللقاء كان في تدوينة من شهد:"أتوارى في بابِ قلبي على الوعدِ الذي نُفّذَ ليلةَ أمس. تجلسُ برجلٍ واحدةٍ ممدوةٍ على الحافّةِ العارية وتراقبُ الخجَل المُنعكسَ في مرايا عيني وتقول:"أول مرّة بحكيش معاكِ اون-لاين!" أُفجَع بحقيقتي الوحيدة. نحنُ محض إلكترونٍ شهيّ وجدَ لنفسهِ بيتًا في رحابِ وطنٍ بعيد." .. و النعس فاض في عيونا و غفينا.
- الناصرة تدفعك للأستيقاظ مُبكراً بأبتسامتها في وجهك، تلك الأبتسامة التي تنساب كالحرير إليك عبر شبابيكها القديمة..
- سُكرة صباحية مشان تصحيكِ من الحلم!"ولك آه أنتِ بفلسطين ومع شهد و بتسمعوا فيروز و بتتحدثوا و بتضحكوا في أقدم البيوت الفلسطينية بالناصرة".... شكراً شهد شكراً لهذا الكم الهائل من الجمال.
- الطريق إلى عكا كان دافئاً! وسلساً ومحزن.. و محمد عبدالوهاب يتسأل " كل دا كان ليه؟".
- "غنيت مع فرقة ولعت لو شربوا البحر، و عكا ع راسي في عكا :) "
- في داخل عكا، كم كُنت برفقتي هُناك.. كم كانت روحك تطوف حول الطاولة، وكم حاولت أن أخفي وجودك في دخان "الأرجيلة"، وكم ظهرت عندما تذكرتُ لقائنا الآخير في بلاط الرشيد.
- حيفا، بدونك أنت...
- القلب الذي ينبض بك و لك يأخذني لهؤلاء الذين تحبهم عن غير قصد.
- ليلتي الوحيدة في حيفا، كانت "فلسطينية" جداً.. شكراً راية و آيه. شكراً على هذا الكم الهائل من الوطن.
- الآن فقط أدركت كم كان جميلاً أن أستيقظ في الناصرة و أقضي نصف نهاري هُناك و أكمل يومي في سهرة على سور عكا و أتوج هذا اليوم في حيفا... يا الله ما هذا الكم الهائل من الحياة في دمي.
- الصباح في حيفا كان يطلُ على ثلاث شرفات، و قلب مُشرع أمام شجرة رمان و ميناء حيفا... و أنت بغيابك من أنقصت أكتمال اللوحة.
- البحر، لسعني خمس مرات لأصدق بأنني بداخله فعلاً.
- "شكراً آيه و منى.. أنتم رفيقات بحر حيفا :) "
- في الطريق من حيفا إلى القدس دونت رسالة إلها: " حيفا، ودعت البحر بدمع مالح توحد مع ملوحة المي في بحرك، إلي اتعمّدت ما أغسلش جسدي منيح منه.. الطريق اللّي محى شالك الأبيض المرتمي على الشط،ذبحني لدرجة أني سكرت البرداي مشان ما أشهدش غيابك أو غيابي، بيت راية بشبابيكه القديمة و شرفاته الثلاثة و رائحته إلي بتعود للثلاثينات أخذ من قلبي كُل شي. تفاصيله و ألوانه و كيف شبابيكه بتحاول تتزروق ما بين البيوت مشان تقدر أطل على المينا البعيد. حيفا ليش أنتِ مُصرة دايماً توخذي من قلبي شقف! مظلليش أشي يا بنت..... فكرك منرجع نلتقي؟؟؟؟؟. سلام حيفا.".
- القطار في القدس، كان عفن بسبب رائحتهم. حاولت أن لا أنزعج و أن أتخيل أن هذه العائلة اليهودية التي تجلس أمامي من الخليل، و قد جائت لزيارة أبنها الذي يدرس في الجامعة العربية في القدس!!!!.و هؤلاء العاشقان اللذان يحصلان على قُبلة، تونسي و نابلسية!..
- الجدارُ الفاصل ليس إلّا شعرة أزعَجت قُبلةً بينَ فمّان. -شهد أبو إسحاق-
- وقح، أنتَ و كُل بواباتك الحديدية التي تدور حول قلوبنا و تحطمها إلى اشلاء..
- إي وجه ذلك الذي لا يُصفع مجرد أن يدخل من بوابات جُهنم التي تفصل بين القدس ورام الله..
- في هذه الأيام، زرت القدس و بيت لحم. في القدس رأيت المسلمين يبحثون عن "الله" في مساجد الحرم القدسي. و في بيت لحم رأيت المسيحين يبحثون عن "الله" بارجاء كنيسة المهد. دون أن يعلموا بأن """""الله موجود في وجوه هؤلاء اللذين لجؤا و تشردوا.. الله لاجئ لا تبحثوا عنه هُنا. أبحثوا عنه في المخيم.
- رام الله، جعلتني اتقئ نفسي ثلاث مرات، نفسي أعرف رام الله ليش صحت كُل هالوجع؟!
- حوار: - جاية سياحة؟ - آه يا ولاد الوسخة! - ليش؟ - لأنه ما ظلليش خيار ثاني.
- حوار آخر: - جاية بفيزا!!! خيانة... - كُنت مستنيتك أنتَ تحررها بس لأنشغالك في تخوين الآخرين مما أدى ذلك الأمر لعدم قدرتك على تحريك"قفاك" و بوصلتك إتجاه تحرير فلسطين، قررت أجي فيزا..
- حوار ثالث: - فلسطين مش بس برتقال يافا.. تكونيش رومانسية. - إمبلا خيا فلسطين برتقال يافا، و خروب الكرمل، و ملوخية صندلة، و رمان القدس، وصبر قالونيا، و عنب الخليل... مش أنتَ إلي بتقلي شو فلسطين، أنا بعرف منيح شو يعني فلسطين. و بعرف كمان إنه بعدها مُحتلة بسبب تخاذلك أنتَ. و بسبب إنك أبن رام الله و عم تحكي بأتجاه إنه مشان تتجوز بدك "تنزل تشتغل في إسرائيل" !!!. إسا عرفت ليش فلسطين بعدها مُحتلة. عم أدور ورا جيزة و هذولاك قاعدين عم بدرسوا بالذرة في الجامعة العبرية في القدس.
- الوطن "بحالكم هذا" قصة خيالية. فكفوا عن سردها لأطفالكم.............
- سلام فلسطين.. .
الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012
الاثنين، 27 أغسطس 2012
العضو الأنثوي و العقل العربي !
حيث في أحياناً كثيرة يكون هذا الشاب المُتحرش هو نفسه أول المعترضين على حرية فتيات العائلة و
الخميس، 16 أغسطس 2012
شوية دين !
الأحد، 12 أغسطس 2012
السبت، 11 أغسطس 2012
رجولة شرقية !
الصورة تعود لحملة لا شرف للجريمة في الأردن |
الاثنين، 23 يوليو 2012
أنا و أنتِ و عمان
أحترق وسط البلد ، و ما بعرف شو كمان احترق معاه ، بس
يا خوفي على كل ضحكة ضحكناها ما بين زواياه من النار !.
يبدو إنه كان لازم يصير شي مثل هيك مشان أُستفز و أحكي إنه بكفي ، خلص "قَبّعَتْ"
على قولتك ! .
قصتي أنا و أنتِ قصة مدينة ، و يمكن
هي مش بس قصتي وقصتك ! هي قصة كل صديقتين جمعتهم زوايا عمان و
مكتباتها و مطلاتها و
مقاهيها و تاريخها . بتذكر كيف بلشت لقائاتنا الشتوية من سنتين ، كنا نلتقي مشان الكتب
، كانت حُجة قوية حتى أخلق ذكريات معك و بلش سطر جديد بصداقتنا إلي "فشلت"
أيام المدرسة ، بتذكر كيف كنتِ تستنيني ، كنت اتأخر دايماً عليكِ و كنت أدايق كثير
و أتوتر و ما حب أني اتأخر عليكِ ابداً ، وبس أوصل كنت أنسى كل شي . لأني صرت واخيراً
محل ما بدي كون ، معك .
بتذكر أول مرة رحنا فيها على "جبل القلعة" ، -هي هيك العلاقة مابين
عمان و بين أي حدا المرحلة الثانية بتوديك لجبل القلعة - بتذكر قديش كان هالمكان قريب من روحك و روحي ، لدرجة
إنه أصرينا نوخذ كل إلي بنحبهم عليه ، كنا متلهفين كثير لنفرجي هالمكان لكل حدا حبيناه
، مشان نخلق ذكريات تخلق بدورها علاقة أكبر مع المكان .
بتذكر بعد كل الأشياء البشعة الي مرينا
فيها ، كيف أنقطعنا عن بعض ، و كيف برضه عمان رجعتنا . وقت ما رحنا لأول مرة على
"ديوان الدوق" الي كل الناس شافوه ديوان و أحنا اصرينا على أنه بيت ، وكنا
نحكي للكل إنه "رحنا على أقدم بيت بعمان " . كانت لوحاته و اثاثه و المرايا
فيه ، و غباره ، وجراس الهوا المعلقة على بوابه ، و دفاه بالشتا و الشاي "المش
زاكي " تبعه كل هذا كان أجمل شيء ممكن نعيشه .
بتذكر " باركينغ الشابسوغ " لما طلعنا على أخر طابق فيه مشان أصور
عمان من فوق ، كيف كانت ريحة القهوة مفحفحة في المكان .
بتذكر "ساحة مسجد الحسيني"
و الوجوه إلي صورناها سوا ، بتذكر وقتها كيف كنتِ عيني فعلاً .
بتذكر "الباص" و الناس البسيطة
إلي فيه و بتذكر طريقنا من البلد لبيتكم و من بيتكم للبلد .بتذكر "هاشم"
و البصل ، وقصة مقاطعة "الكولا كمنتج صهيوني " مع زَيد .
بتذكر "الهريسة" و "السحلب" إلي كانوا فرض لازم علينا بالشتا
، و بتذكر "مرطبات فلسطين" في الصيف .
بتذكر "دار الشروق" ، اللف بين رفوف المكتبة بطريقة بتوحي إنه هالصبيتين
رح يشتروا كل المكتبة ، و ما نطلعش غير في كتابين و أحياناً ما نطلعش في ولا كتاب
.
بتذكر المرحلة الجديدة إلي بلشناها من شي اربع اشهر ، هوس اللويبدة "بحر
الرمال" برضه على قولتك ، و "دارة الفنون" و " دوار باريس"
و المطل إلي قبال مدرسة "ضرار" .
بتذكر "المدرج الروماني
" و كيف كنتِ تستمتعي و أنتِ تلعبي بأعصابنا و أنتِ تنطي من درجة لدرجة، و كيف
كنتِ تستمتعي أكثر لما توقفي على الحفف و أنا أنصمد في محلي وقلبي واقع مش عارفة أعمل
أشي لأني بخاف من المرتفعات .
بتذكر "فول الماما " ، يوم
عيدك ! الدنيا مسكرة و ثلج وبرد وفش غير ثلاث مجانين قرروا يفطروا هُناك مع سابق الأصرار
و الترصد . وطلعت الفتة مش زاكية ، بس إنه جمعتنا بعيدك كانت كافية .
بتذكر أخر مكان إلنا "بلاط الرشيد " ، أرجيلة و سيجارة و كركديه و
ام كلثوم بتغني بالخلفية و حكي و ضحك و قرص و سرحان و كمان مرة ضحك ، إنه شو جابنا
على مكان كله ختيارية غير هالأشياء الي ذكرتها ! ولأ و المصيبة جمب مخفر الشرطة ، و
ما بينزل علينا الحديث في السياسة إلا هُناك خصوصاً لما تولع الامور مع زَيد .
بتذكر إني اخطأت بحق كل هذول الأشياء ، و بحقك . و بتذكر بهاللحظة هاي إنهم
حرقوا جزء منا هناك ، و مش حابة شوف الأجزاء الثانية منا عم تحترق .
بكفي ..... أطفوا النار ، أطفي النار
و خلينا نلتقي في بلاط الرشيد و مثل دايماً أختاري طاولة قريبة من الشارع مشان نشوف
وجوه الناس بشكل أوضح .
الثلاثاء، 22 مايو 2012
شوارع و احلام !
عمان من فوق شكلها كثير بختلف عن شكلها لما تنزل لتحت و تتمشى بشوارعها ..
صوت الناس ، البياعيين ، الزمامير ، رجلين الناس الي بتلهث ، الكياس المليانة و الفاضية ، الهوا ، و سلاسل عربيات الخشب ! هي موسيقى عمان ..
لما تشوف فيها الناس ، بتشوف عمان قديش كبيرة .. كثيرة .. و ناسها اشكال ألوان ..
و أنتَ تمشي بشوراعها .. بتشوف صبية حلوة كبرت و قعدت ع بسطة ! بتسأل حالها شو كان صار لو كانلي بيت ! شو كان صار لو عندي دكان صغيرة ! أو شو كان صار لو كملت تعليمي ! ..
بتوقف عند محطة انتظار الباص ، بتشوف وجوه ذايبة ع لقمة العيش ، قطعت بحر و صحرا و شوارع تتحط حجر فوق حجر ، و ترجع اطعمي ولادها المشتاقين في بلادها ..
بتركب الباص ، أول شي بتعمله بتتفرج من الشباك ، الناس الي برا بشبهوا الجوا ، هما نفسهم ، إلي كان ياكل هون ، و الي عم بنقي أواعي من على البسطة ، هو نفسه الي قاعد هون .
بتشوف ختيارة كانت بنت بجدايل تحب وتحلم تحت دالية عنب حرقوها اليهود ، ما ظللها من الدنيا غير ثوبها و كيس أعشاب غريبة !
بتشوف شب كان يحلم يكون أشي ثاني غير إنه يشتغل شغلتين في حياته ليطعمي ولاده ( الصبح مواسرجي و بعد الظهر معلم سباحة )
بتشوف صبي صغير بفكر بالمستقبل و يا خوفه من المستقبل ..
بتشوف شفير الباص إلي إله اكثر من 25 سنة بلف بشوراع عمان .. بضحك ، وبحكيلك عن زوايا حواريها القديمة .
بترجع للناس بتشوف وجوههم ، قديش تعبانة ، قديش متغيرة و كبرانة ..
عمان ناس فوق بعضها ، بتبني احلام ، و ناس بتهد احلام .. عمان ناس بتضحك و بتبكي
عمان ناس موجوعة و ناس مرتاحة .. عمان ناس ساكتة لأنها مش قادرة تحكي ، عمان ناس ساكتة لأنها مش عارفة شو بدها تحكي .. عمان ناس بتحكي بس ما بتعرف شو بتحكي !
عمان هي ناسها .. بكل احلامهم مش أكثر !
شوية صور من عمان :
الاثنين، 14 مايو 2012
الله لاجئٌ مثلي !
لينا خالد / عمان
الطريقُ لحيفا .. قصيرٌ وسهل .. أمشي مغمضةٌ حواسي .. لا يدلني على البحر سوا قلبي ..
لا أتعثر بجندي قصير ولد في قريتي صدفةً و سمي على اسم جده موشيه !
أمشي و كأن الطريق لي , و كأنني اعود وحدي !
أصلُ القدس ..
أمرُ بحاخام نسي أسم الله على حجر بحائط المبكى !
أمرُ بإمرأة فلسطينية تبيع الفجل على حافة السوق ، تتمتم بالتسابيح و تنظر بعجوز يهودية
و كأن هُناك سباقاً بينهم على قلب الله !
- من منا سيكون لـ الله !
-أنا من شعبه المختار .. و أنتِ من شعبه المحتار !
-من منا سيكون لـ الله !! و الله لاجئ مثلها ..
انظر حولي فلا أرى سواي يحمل ملامح لاجئ تائه بين جدران مدينته !
من منهم سيكون لـ الله ! و الله لاجئ مثلي ! ..
أتخيله لاجئ ، يحملُ خيمته و لا يجد زاوية تتسع لوجع ملأ وجهه الأبيض !
عيناه تتحركان و كأنهما تبحثان عن لون اخر في المخيم ليختبأ !
- لا تبحث عن لوناً آخر .. فللجوء لون واحد يشبه ثياب بالية !
يهمس طفلٌ له و يرحل ..
*******
للنكبة طعمٌ مُر و كريه .. من فرط ما غاص برائحة الدم و الفقدان ..
للنكبة طعمٌ لا يُشبهنا !
للنكبة صف قبور كان أصحابها أطفالاً يحلمون بقطعة حُب بظلِ شجرة !
للنكبة صبيةٌ مثلي ..
لا تتذكر متى نطقت بسم البلاد ..
لا تتذكر كيف علمها اباها بأن تكون لاجئة !
..للنكبة احلامٌ كثيرة ، و طعمٌ مُر
للنكبة مُخيم بأوجاع كبيرة ..
للنكبةُ ربٌ حمل أسمهُ و غاب ..
للنكبةُ ذكرى .. بأرقام تكبرُ كل عام !
للنكبة .. نكبةٌ آخرى ، تعثرتُ بالطريق ، ربما مُت و جفت جثتي على جوانبهِ .. لم أصل حيفا .. و لم أمر بطريق القدس - يافا بعد .. .
السبت، 12 مايو 2012
السبت، 25 فبراير 2012
مذكرات لاجئة 1
أحزم أمتعتي أو لا أحزمها ! فقط أخذ ما هو مهم من رائحة و صور ..
رائحة القهوة العَمانية تلك ، التي جعلتني أنتشي و أرى كل الصباحات امامي خاصة صباح أول يوم من العيد .. كل عيد ..
اربت على ظهر الذاكرة :
- كوني جديرة بالحضور حينما أريدك .. لا تخذليني ..
و أمضي ..
أطرق باب عمّان خلفي .. ولكن أدع المفتاح بجيبي , سأعود ولكن هذه المرة ستكون "عودة" بشكل آخر ، عندما أتيتك المرة الأولى كُنت لاجئة ولم أتيك برغبتي ، المرة القادمة سأكون مشتاقة لكِ ورغبتي هي التي ستجلبني .. سأغيب كثيراً , ستفتقديني أعلم ذلك .. ولكن هناك عكا بإنتظاري .. .
يا ذكريات .. كوني جديرة بالحضور حينما أريدك ... أرجوكِ لا تخذليني ..
الخميس، 16 فبراير 2012
"سيكتبون و يبكون كثيراً .. هذا اليوم لا يشبه باقي الأيام التي اصلاً لا تشبه باقي الأيام الآخرى !"
.......
- كنت عارفة ، حتموت قبل الكل ، كل اصحابك رح يكبروا و أنتَ رح تبقى طفل ..
- طيب انا بدي اصير كبير ، بديش اموت !
- حتروح على الجنة يا حبيبي .
- بديش اروح على الجنة ، بدي اضلني هون على الارض بديش الجنة بدي فلسطين
- فوق في ناس كثير يمّا ، وشهدا كثير
- شو بدي فيهن بعرفش حدا فوق ، اصحابي هون و أنتي و ابوي و اخواتي
- في ملايكة بديروا بالهن عليك .
- بديش يما بديش .. بدي اظلني هون ، لسا ما خلصتش لعب
- رح تلعب كثير فوق
- بحبش العب مع الي بعرفهنش ، وبعدين انا خليت ملبس لـ يارا ، يارا بتحب الملبس بدي اعطيها اياهن ، ما خليتش حدا يوكلهن .
- يا حبيبي خلص ، روح ..
- بديش اروح ! لسا بدي اقلك عن رحلتي ،وبدي اصير مهندس مشان كل ما يجي الاحتلال يهدم الدار ارد ابنيه ، وبدي اتزوج يمّا ، بدكش تفرحي بأبنك و تشوفيه عريس !
- آآآآخ يمّا ..
- تبكيش يا أمي ، يلعن دينه عباس ، ويلعن دين اليهود ....
الأحد، 12 فبراير 2012
بالنسبة لموضوع الأقصى في خطر !
- فلسطين .. فلسطين .. فلسطين
جرب أحكي هاي الكلمة ثلاث مرات قدام عربي وشوف شو رح يخطر على باله أول ما يسمعها !
قبة الصخرة في القدس ، الي كان يفكرها المسجد الأقصى للصف العاشر ! ..
و هذا شيء مؤسف ، مش إنه يفكرها المسجد الأقصى ! لأ إنها تخطر عباله أول ما ينذكر اسم فلسطين قدامه ! .
مبارح ، الفيس بوك كله أتحول لصور قبة الصخرة و المسجد الأقصى .. و الكل بسلخ status لفلسطين و كأنه الطريق إلى فلسطين رح يبدأ من أول like ! .. مؤلم ! .
لو كان الأقصى مهم بالنسبة للأمة العربية ( الإسلامية )! لما تركوا الأرض الموجود عليه هذا الأقصى 64 سنة تحت الأحتلال الوقح و اللاإنساني .. يعني الشعب مثله مثل حكامه ! بستنكروا على طريقتهم الفيس بوكية ..
فلسطين مش الأقصى و بس .. صحيح الأقصى تاريخ ديني مهم بس مش هوية ! ، و لا قضية فلسطين كلها .
مؤلم جداً إنه الأقصى يكون أهم من الإنسان الفلسطيني كله ، مؤلم جداً إنك تشوف أعتصام لفلسطين ما يكونش حاضر فيه غير 100 شخص ! و الشي المؤلم اكثر إنه هذول ال 100 شخص ، هما هما بتغيروش نفس الهتافات و نفس اليافطات و نفس الكتلة ! .
نرجع لموضوعي الي رح اتعب حالي فيه كثير ، فلسطين مش قضية مسجد الإسرائيليين عم بهددوا بأقتحامه و هدمه ، فلسطين قضية فلسطيني ( إنسان يعني ) تشرد و جاع و مات .
و الأقصى مش جريح ! الفلسطيني هو الجريح و هو إلي بنزف من جروح بورثها لأبنه و أبنه بورثها لأبن أبنه ضيف على ذلك الشوق المتعب لبحر فلسطين و ارضها وسماها وريحتها .
الجريح هي إنسانيتنا و عروبتنا و ضميرنا .
الفلسطيني أكل هوا بما فيه الكفاية و الشعب العربي بعده بقلك ( المسجد الأقصى في خطر ! ) .
*ملاحظة هامة جداً :
و مش هذول قضية فلسطين
هذول قضية فلسطين
الأربعاء، 25 يناير 2012
صبية عَمّانية جائت من القدس !
قبل يومين كنتُ بطريق عودتي من بين جدران وسط البلد و جبل القلعة ، و بساطتها و دفئها . كنتُ قد قررت أن أحب عمّان أكثر ، و أن أتمسك بحقي بهذا الوطن الذي ولدتُ به و اصبحت رائحته جزء لا يتجزأ من ذاكرتي ..
كنتُ قد تلحفت " بكوفيتي الفلسطينية " بسبب البرد هذا أولاً ، و السبب الأخر هو لأنني لا اخجل من اصلي و لا يلغي حبي لهذا الوطن تمسكي بحق عودتي إلى ذاك الوطن الذي ينتظرني ! .
نزلتُ من الباص ، و وقفتُ عند الإشارة بإنتظارها لتصبح حمراء لأقطع الشارع فإذ بسيارة شرطة تمر من أمامي ، فيتغلب الشرطي الموجود فيها ليفتح شباك السيارة رغم البرد ليلقي أقبح الشتائم على فلسطين ! و يكمل طريقه ....
لم يكن باستطاعتي إلا أن اقول له : "أختك لحالك يا أبن الكلب ! ".
و لكن ذلك كان بعدما ابتعد ، حيثُ قد دخلتُ إلى صدمتي !.
يا إلهي .. كيف يمكن لهذا الموقف أن يحدث ! ، أنا متأكدة أنني كنتُ امشي قبل قليل بين جدران عمّان و لم أكن أتنفس سوا رائحتها ، كنتُ اقوم بممارسة حبي لها عن قرب . كنتُ جالسة على حافة جبل القلعة و أفكر بالناس الذين يخبئون احلامهم خلف ابواب بيوتهم الصغير الدافئة .
كيف يمكن أن يحدث ! من رجل يلبس زي يجب عليه أن يحترمه لوظيفته التي يفترض أن يقوم بها بخدمة الشعب و الوطن بدون "تحميل جمايل ".
وقفتُ قليلاً و أنا أشعر بأنه علي أن ابكي .. أصرخ قليلاً أو حتى الحق بسيارة الشرطة لأحطم جمجمة هذا الشخص الذي شتمني .. و شتم وطني .. و يشتم وطني الآخر عندما يعتقد بأنه يقدم لهُ خدمة في شتمي ! ..
ولكنني أخترت أن أتلحف بكوفيتي بقوة ، و أن أحب الأردن أكثر ... و أكمل طريقي .
الأردن ، وطن لا تعرفونه و لن تعرفوها بإنتمائكم الزائف لأرضها .. الأردن تعرفني أكثر منكم لأنني عندما أحببتها لم أحبها من أجلكم ، و لا من أجل قائدكم ، و لا اتغنى بأغانيكم " الوطنية" التي لا تشبهها .
عندما أحببتها ، صعدتُ لأحد جبالها السبعة ، وقفتُ على حافة الجبل و استمعتُ جيداً لنبضها . لم يكن ينبض بكم ، كان ينبض باصوات الباعة المتجولين ، و عمال النظافة و سائقي سيارات الأجرة و اصحاب المقاهي القديمة و زوارها .. كان ينبض بعرق عامل يبني عمارة جديدة ، و رائحة الخبز .. كان ينبض بجهد طالب يريد أن يتخرج سريعاً من الجامعة ليساعد و الده في إعالة الاسرة .. كان ينبض بحرص رجل سير "محترم" يقوم بدفع سيارة تعطلت في عز الشتاء .. كان ينبض بخوف طبيب على مريضه ، كان ينبض بتعب موظف يحمل اكياس عائداً لاسرته .. كان ينبض ببرد عائلة فقيرة لا يدفئها سوا الحب الذي يجمعهم و أملهم الكبير بأن الفرج سيأتي ..كان ينبض بنساء يحملون الخضار على رؤوسهم لببيعوها على الرصيف .. ينبض بأحلام أطفال يتسلقون شجرة ليلمسوا السماء .
كانت تنبض بضحكاتي انا و صديقتي ، نحنُ اللتان إخترنا عمّان لنملأ ما كان ينقصنا ..
لن تجعلوني أكره الأردن .. و لن تقتلوني لأنني من فلسطين .. سأحيا هنا و سأحيا هناك ..
هنيئاً لي ..فأنا الأن صبية عمّانية جائت من القدس .
- · ملاحظة : هذا الموقف ، تعرض له أكثر من شخص أعرفه و شخص لا أعرفه في الأردن من قبل رجال أمن و درك و غيرها و حتى من أشخاص حاقدين ، و أنا متأكدة و أفترض إن هكذا مواقف لا يمكن أن تحدث إلا في الأرض المحتلة من قبل الإسرائيليين ! .
الأحد، 22 يناير 2012
فلنتخيل فقط !
لينا خالد / عمّان
فلنتخيل ..
تدخل على مركز طبي ، وإذ بصورة كبيرة " للشعب " مكتوب اسفلها : الشعب الأردني العظيم !.
و أنتَ خارج من المركز الصحي ، ترى سيارة يغطي سائقها الزجاج الخلفي بصورة آخرى للشعب .. و يضع أغنية تتغنى بالشعب ، مثلاً : " و شعب الاردن مافي زيه ، لما يجوع بقلب غول ! و بياكل لحم الي جوعوووا " !! .هذا مثلاً ! ، على أساس إن الأغاني الوطنية الحالية تحمل نفس معاني العنف ولكن هنا بحال جوع هذا الشعب ، لمصلحته يعني ! .
و أنتَ بنفس الشارع ترى صورة آخرى معلقة و مكتوب اسفلها :
أهداء من عشيرة "كذا" للشعب الأردني العظيم ..
المهم ، تكمل طريقك إلى وسط البلد .. فتمر من أمانة عمّان فترى يافطة على المبنى مكتوب عليها : ( الله .. الوطن .. الشعب ) !
في المدارس صباحاً ، ينشدون "النشيد الوطني" و بعدها يصرخون باصواتهم : ( يعيش الشعب الأردني العظيم .. يعيش يعيش يعيش ) .
و في مغافر الشرطة ، في معسكرات الجيش .. صور للشعب وهتفات له !
فلنتخيل فقط ! أن تختفي مظاهر العبودية من شوارعنا -شوارعنا العربية -بشكل عام ، و أن يحقق الشعب العربي حريته و سيادته ! ..
علينا أن نجد طريقة حتى تكون صورة الشعب هي الأساس !، علينا أن نقف وقفة واحدة لنتجهز لصورة جماعية لا ينساها أي حاكم عربي قادم ، يعلقها أمام سريره ،كلما استيقظ تذكر أن هناك شعبٌ ثائر لا يُهان .