لينا خالد / عمان
الطريقُ لحيفا .. قصيرٌ وسهل .. أمشي مغمضةٌ حواسي .. لا يدلني على البحر سوا قلبي ..
لا أتعثر بجندي قصير ولد في قريتي صدفةً و سمي على اسم جده موشيه !
أمشي و كأن الطريق لي , و كأنني اعود وحدي !
أصلُ القدس ..
أمرُ بحاخام نسي أسم الله على حجر بحائط المبكى !
أمرُ بإمرأة فلسطينية تبيع الفجل على حافة السوق ، تتمتم بالتسابيح و تنظر بعجوز يهودية
و كأن هُناك سباقاً بينهم على قلب الله !
- من منا سيكون لـ الله !
-أنا من شعبه المختار .. و أنتِ من شعبه المحتار !
-من منا سيكون لـ الله !! و الله لاجئ مثلها ..
انظر حولي فلا أرى سواي يحمل ملامح لاجئ تائه بين جدران مدينته !
من منهم سيكون لـ الله ! و الله لاجئ مثلي ! ..
أتخيله لاجئ ، يحملُ خيمته و لا يجد زاوية تتسع لوجع ملأ وجهه الأبيض !
عيناه تتحركان و كأنهما تبحثان عن لون اخر في المخيم ليختبأ !
- لا تبحث عن لوناً آخر .. فللجوء لون واحد يشبه ثياب بالية !
يهمس طفلٌ له و يرحل ..
*******
للنكبة طعمٌ مُر و كريه .. من فرط ما غاص برائحة الدم و الفقدان ..
للنكبة طعمٌ لا يُشبهنا !
للنكبة صف قبور كان أصحابها أطفالاً يحلمون بقطعة حُب بظلِ شجرة !
للنكبة صبيةٌ مثلي ..
لا تتذكر متى نطقت بسم البلاد ..
لا تتذكر كيف علمها اباها بأن تكون لاجئة !
..للنكبة احلامٌ كثيرة ، و طعمٌ مُر
للنكبة مُخيم بأوجاع كبيرة ..
للنكبةُ ربٌ حمل أسمهُ و غاب ..
للنكبةُ ذكرى .. بأرقام تكبرُ كل عام !
للنكبة .. نكبةٌ آخرى ، تعثرتُ بالطريق ، ربما مُت و جفت جثتي على جوانبهِ .. لم أصل حيفا .. و لم أمر بطريق القدس - يافا بعد .. .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق