كُنت
طفلة، أملكُ بطفولتي هذه بعداً عن واقع يجعل الأخرين يبحثون على ما تبقى من جسدي
الصغير تحت الركام و هم عاجزين عن كُل شيء إلا عن البكاء.
كُنت
طفلة، ألعب بالقرب من الله! هُناك على الشاطئ الذي طلبوا مني مراراً أن لا أذهب
إليه كي لا تقتلني البارجة التي تخيف مراكب الصيد و تخيف البحر نفسه، فكُنا نتسلل إليه خلستاً لنكمل ما بدأنا به
من لهاث اليوم الذي مضى. كُنا نركض بمحاذة الموج وكانت موسيقى تبعث كلما لامس
الموج طرف ثوب الله.
وحين
نتعب أسبقه لأجلس بمحاذاة السور المتبقي من منزل قصف على الشاطئ، الله كان يجلس
بجانبي ملقياً رأسهُ التعب على كتفي، الله كان يجلسُ بجانبي متكئ على قلبي. يخبرني
كم ظُلمنا عندما قالوا بأننا أجمل شيء في هذه الحياة وكلانا نموت كثيراً في هذه
الحروب.
لم نبكي،
كُنا نضحك.. ونلعب.. و نموت.
ملاحظة:
عندما كُنا أطفال، كنا نملك بطفولتنا هذه قرباً من الله. كُنا نراه مراراً ونلعب
معه دون أن ندري بأنه هو نفسه الله الذي يتحدث عنه الجميع. كُنا نتوقف عند اسمه
كثيراً سألين عن هويته ومكانه. فيجيبوا بأنه "هو الذي خلقنا و مكانه فوق
بالسما"..
كان الله
قريباً منا وعندما أجابونا أبعدوه عنا وصرنا عباداً لا رفاقاً لجماله. ولكن كُل طفل منا يموت الآن في غزة سيهرب لا بد هو والله إلى ذلك الشاطئ.
أمل كعوش |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق