لكي نعود إلى هناك ، لا بد أن نكون في مكان ما ، فالعائد إن عاد لا يعود من عدم..

محمود درويش

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

ريم بنّا : أغنياتي عبارة عن قصص إنسانية تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني .

لينا خالد / عمان

ريم بنا .. هي الصوت المولود في الجليل ، تتمتم تهاليل جداتنا ببحتها الناصرية الهادئة لننام . تواسي لجوئنا و غربتنا برائحة زعتر و مذاق قهوة ( البلاد) .

تحرس أحلام ( سارة) و تقبل ( فارس ) ليهدئ ، تداعب ذاكرة أجدادنا و ذاكرتنا التي بحجم حقل برتقال يطل على يافا كما تداعب حليها الكنعانية ، و عند وصولها ( لرأس جبل ) الكرمل تناجي حيفا لتدفئ (غسان) في زنزانته .

ريم بنا , هي فنانة فلسطينية (الصوت و الرائحة و الشكل ) ، بدأت في الغناء منذ أوائل الثمانينيات و أصبح صوتها لا يستغنى عنه بين وسط المستمعين إلى الأغنية العربية الملتزمة ، التي بدأت تشكل -هذه الأغنية- حالة حميمة على قلب وذوق المواطن العربي ، و قد أتيحت لنا الفرصة لمقابلتها في عمان للتحدث عن الأغنية التي تقدمها :

· حدثينا عن بدايتك في هذا الفن ؟

- بدأت عن طريق مشاركتي في بعض النشاطات المدرسية ، و الوطنية في فلسطين و قد كنت اغني لفيروز و مارسيل خليفة و احمد قعبور ،وبعد ذلك انضممت إلى فرقة كانت تسمى (أم سعد) و كنت المغنية فيها و لكن بسبب عدم استمرارها، اكملت المسيرة لوحدي وبدأت بغناء التهاليل الفلسطينية التي كانت بصوت جداتنا ، وهذا ما جعلني أول فلسطينية تغني التهاليل و تنقلها من غرفة نوم الأطفال إلى المسرح و لهذا التصق طابع التهاليل في اسمي .

· لماذا اخترتِ هذا اللون من الأغنية العربية ؟

- اخترت هذا اللون من الأغنية لاني ابنة فلسطين و ابنة هذه المأساة ، ونعيش ببلد محاصر و محتل و نواجه هجمات يومية لطمس هويتنا و تاريخنا و لغتنا وطمس كل ما يتعلق في فلسطينيتنا وهذا الشيء جعلني أرى إنني لا يمكنني إن أكون فنانة عادية و اخترت هذا اللون كسلاح للمقاومة و لإيصال معاناة الشعب الفلسطيني للعالم ليعلموا ما الذي يحدث معنا ولنجمع اكبر عدد من المتضامنين و نكشف وجه الاحتلال البشع .

· ما مدى تأثر الجماهير في أغنيتك من حيث التمسك بالأرض و الوطن و القيم بحياة الناس ؟

- هناك تأثر كبير جداً ، لان أغنياتي عبارة عن قصص إنسانية تتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني ، التي تتعلق في الشهداء والحصار و الجدار و اللاجئين و الأسرى . وهذا يجعلهم أكثر تشبثاً بحقهم في العودة و الحرية و الحياة .

· ما الغاية من تقديم الكلمات العربية التراثية الفلسطينية بقالب اللحن الغربي؟

- للتقرب من جيل الشباب و هذا ما حصل ، فقد أحب الشباب هذه الأغنية و وجدها قريبة منه لحناً وكلمات وهذا الذي يهمني أن تصل الأغنية الملتزمة بمعناها الحقيقي ولا ضرر إن وصلت له بقالب موسيقي حديث.

و أيضا لإطلاع الغرب على واقعنا و خلق تضامن أوسع مع القضية الفلسطينية ، فحين يسمع الجمهور الغربي أغنية الطفلة الشهيدة سارة فهذا الشيء يؤثر بهم مما يجعلهم يتشوقون لمعرفة قصة سارة كاملة و حين يبحثوا عن التفاصيل ويكتشفوا بأن احد القناصة الإسرائيليين قد اغتال طفولتها في رصاصة برأسها فهذا يجعلهم متضامنين بشكل نشط مما قد يؤثر هذا في حكوماتهم ليأخذوا مواقف أكثر حزم اتجاه القضية الفلسطينية و لردع الاحتلال عنه .

· القضية الفلسطينية ، و الوجع الفلسطيني هو الجزء الأكبر من رسالتك و قد قلتِ من قبل إن وجودك لفلسطين ، فهل برأيك إننا نحتاج إلى مؤسسات داعمة لهذا الفن الذي يعتبر جزء من الذاكرة الفلسطينية ؟

- طبعاً نحن بحاجة كبيرة لمثل هذه المؤسسات ، لأنه لا يوجد لدينا لا شركات تسويق ولا حتى استوديوهات كبيرة ، فنحن نحتاج مثل هذه المؤسسات بشدة لأننا نحتاج لدعم كبير على الأقل في إقامة الحفلات للفنانين الفلسطينيين والتسويق لألبوماتهم . فللأسف لا يوجد أي مؤسسة حالية جادة لتقوم بمثل هذه الأعمال . فنحن بحاجة ليكونوا موجودين لدعمنا و لنقوم أيضا بدعمها للحفاظ معاً على الذاكرة و الفن الفلسطيني .

· هل للفن الملتزم اليوم مكاناً وحضوراً واسعاً لدى المستمع الذي لوث ذوقه في الصور المبتذلة و الكليبات التي ترعاها فضائيات النفط العربي؟

- تسويق الأغنية الهابطة في التلفزيونات و الإذاعات يشكل مثل غسيل الدماغ للشباب في العالم العربي ولها تأثير كبير فهم يقومون بنشر الملايين من الفيديو كليب للفنانين الفارغين من القيم و المبادئ بحيث ينشرون كليب واحد لفنان جاد ذي رسالة سامية خلال السنة هذا إذ نشروا ، وهذا يعتبر مخطط مقصود ليشغلوا الشباب العربي عن اهتماماتهم بقضاياهم الإنسانية و الاجتماعية و الوطنية و بتوجههم فقط إلى هذه الأغاني التجارية ليتوقفوا عن التفكير في مستقبل قضاياهم .

· هل يستطيع أن يكون هذا الفن جسراً للتواصل و للحوار مع الآخر ؟

- هناك الآن تجارب مع موسيقيين غربيين يعملون مع موسيقيين شرقيين لمزج الأغنية الشرقية و الغربية لنستفيد منها ، فنحن نجمع خلفية ثقافية من قبل الجهتين المختلفتين و نقدمها بقالب جديد ينتشر بشكل اكبر عند الشرق و الغرب ، وهذه فكرة لتوسيع القاعدة الموسيقية لدينا.

· ما هي ملاحظاتكِ على الأغنية الملتزمة في المناطق التي تعرفتِ عليها في الوطن العربي من المشرق إلى المغرب ؟

- هناك نمط واحد للمغني الملتزم و يجب أن يخرج من هذا النمط ليصل إلى شريحة اكبر غير المثقفين فنحن المهتمين في الأغنية الملتزمة نهتم في الكلمة أكثر من اللحن فهناك بعض الأغاني ذات الكلمات الجميلة و الرائعة ولكن يصاحبها لحن سيء وغير مستساغ لأذن المستمع، ولهذا يجب أن يكون هناك مزج ما بين الكلمة الجميلة و القوية و الموسيقى الجذابة للمستمع .

· إلى أي مدى باتت الموسيقى و الأغنية الملتزمة مرتبطة بالحرية ؟

- كل شيء أقوله وأقدمه ، أقوم به بدون خوف لأنني انقل الحقيقة و الواقع و بنفس الوقت إن المساحة موجودة ولكن هناك فنانين يخافون من فقدانها .

· كيف ترى ريم بنا مستقبل الأغنية العربية الملتزمة ؟

- لدي أمل كبير ، فهناك تجارب شابة رائعة يملكون فن راقي لتقديمه و على أمل أن يقدموا هذا الفن الجميل و إن يواكبوا همومهم و ما يريدون هم و ما هي قضاياهم .

ا19 ديسمبر 2010


الأحد، 31 أكتوبر 2010

جاء الشِتاءْ .. و جٍئت !

لينا خالد / عمان

جاءَ الشِتاءْ .. وجِئت ..
خفيفاً ، ناعماً ، مُتعباً ... أكثر دفءٍ ، أكثر كُفراً وحياد !


جِئت وجاءَ الشِتاءْ ..
ذاكَ الوطن أثقلَ كاهِلكَ و تِلك ....
جسدُكَ يشهدُ عبورها عنه ،
يداكَ .. عيناكَ .. ابتسامتكَ .. و ما التحفتَ بهِ من رجولةٍ فوقَ وجهك ..


جاءَ الشِتاءْ و جِئت ..
و عكا لا زالت هُناك ! بالطرف الآخر من الروح ..
افتحُ شباك حُلمي فأرى عكا مصادفةً .. و أنت تقف على حافة السور هُناك..!
كم أنتَ و عكا قريبان .. بعيدان !!


جِئت و جَاء الشِتاءْ !
جَاء الشِتاءْ و جِئت ! ..
لا أعلم تماماً من جاءت خُطواته نحو قلبي قبل من ! .. و لكنني أعلم بأنني أتمنى أن تدعني ولو لمرةٍ واحدةَ بأن انعم بدفء شتاء كامل .. ..



31 أكتوبر 2010


الخميس، 9 سبتمبر 2010

مواهب ابن الجيران يعقوب

لينا خالد / عمان


بحكم التصاق منزلي بمنزل يعقوب الذي لم يكمل العاشرة من طفولته ، فأنني أخضع يومياً بالإكراه للاستماع لمواهبه .

فمثلاً ، اليوم استيقظت ظهراً على صوت قرع طبل يصاحبه صوت يعقوب الذي جعله يشابه صوت ابو غالب الشامي ، لنقوم على سحورنا ! نظرت الى الساعة بعدما شعرت بأن هناك لبس ما في موضوع السحور ، فأنا كما اذكر تسحرت منذ عشر ساعات .

الساعة الخامسة و النصف مساءً ، سمعت الآذان .. و بما أنني صائمة و تعبة أيضاً ،تشجعت و ارتبكت بالإسراع إلى المطبخ لتحضير الأفطار .. ثم أدركت بعد لحظة هذيان صائم ! أن وقت الأفطار لم يحن بعد و اكتشفت بأن هذا الآذان ما هو إلا صوت يعقوب يمارس احدى هواياته .

الساعة العاشرة مساءً و على أنغام فتح باب الحارة ، يعلو صوت يعقوب مردداً متحدياً بصوت معتز الزقرت : يلي بدو يتحدا هاي الحارة مين قدا ؟؟.

و الله ما حدا قدا ... اشكر باب الحارة بعد ذلك لي الهاء يعقوب قليلاً عن مواهبه .

و الدي لديه قصة مع احدى مواهب يعقوب هذه ، فعندما يحاول تعباً الخلود للنوم يصدح غناء يعقوب بلون جبلي مصدع.

مواهب يعقوب كثيرة وتشبه تماماً قياداتنا العربية ، فهي دائماً :

تستيقظ متأخرة و تدب بها فجأة وظيفة تسحير الشعب العربي النائم على همومه و مصائبه ، اساس يعني احنا مش صاحيين .

و دائماً تعجكنا و تربكنا بضب الشناتي للعودة الى فلسطين .

و دائماً تتحدى بصوت رجولي مرهب من يتحدى عروبتنا و من يتعدى على اراضيها .

و لكنها سرعان ما تشغل نفسها بما سيحصل بعصام اذا تزوج على نسوانه الثنتين ؟؟؟ .

ودائماً .. دائماً تقلق نومنا حين نفكر بمستقبل أمتنا ، الي همها و الله بهد جبال .


7/9/2010

الاثنين، 16 أغسطس 2010

الزمن الباقي .. سيرة الحاضر الغائب ((فيلم يستحق الذكر)) ***

ينقسم الفيلم إلى ثلاث مراحل تاريخية: النكبة، السبعينيات وأيامنا الراهنة (الناصرة ورام الله). وقد نجح المخرج الي سليمان في نقلها بمهنية عالية بواسطة الموسيقى والتصميم الفني للفيلم. إنّها محطات مفصلية في روايتنا الفلسطينية، وبالأخصّ لفلسطينيي الداخل. وقد نجح سليمان في انتزاع الناصرة وحيفا والجليل والمثلث من براثن التعريفات (الإسرائيلية) الجديدة، ليعيدها إلى سياقها الفلسطيني الأصلي. السياق الذي تاه ويتوه في معمعة التقسيمات السياسية الحاليّة التي فرضها منطق المحتلّ. إنّه ردّ اعتبار لنا، لفلسطينيي الجليل والمثلث والنقب: من هنا مرت النكبة، من بيوتنا وأراضينا وبلداتنا.
بل إن إيليا سليمان يذهب أبعد من ذلك. رأيه أكثر حدة: النكبة ما زالت مستمرة، وهي تشوّهنا. تشوّه لغتنا وحاضرنا ومستقبلنا: الجار السّكّير الذي غرق في قنينته، وفي كل سكرة يخرج بحلّ سحريّ آخر؛ الجهاز التعليمي الذي أجبر آباءنا على غناء «بعيد استقلال بلادي/ غرد الطير الشادي»، وتعاون معه المديرون والمعلمون من آبائنا أيضاً. يقسو هذا السينمائي المميّز، وينكأ الجرح بلا هوادة. إنه فلسطيني غاضب وخائب الأمل، إلا أنّ غضبه يُترجَم سخرية مُرةً تنتج فكاهة غريبة، سوداء قاتمة. فكاهة فلسطينية. هل يمكن الضحك وأنت تشاهد توقيع رئيس بلدية الناصرة على وثيقة الاستسلام في 1948، والصورة التي التقطها مع الحاكم العسكري؟ هل هذا ممكن ومسموح؟
وإذا كانت الكوميديا هي «التراجيديا مضافاً إليها الزمن»، فهل يمكن في «الزمن الباقي» (والمتبقي) أن نضحك على جيش الإنقاذ الذي لم ينقذ شيئاً؟ وعلى وضع فلسطينيي الداخل، بكل تشويهاته الثقافية والاجتماعية؟ هل ما بقي لنا هو الشبان العرب الثلاثة في المشهد الأخير، يلبسون مثل «موسيقيي الراب» مع كوفيات وشارات النصر؟ هل هي مقاومة جديدة عصرية؟
الفيلم يبدأ بمشهد غريب: سائق تاكسي يهودي يُقلّ سليمان من المطار، إلا أنّ عاصفة قوية تهبّ فيتوقف السائق ويعلن عدم قدرته على الاستمرار في السفر، لأنه «لا يعرف أين هو». سليمان يجلس في الخلف، في العتمة، صامتاً، لكنه يقول لنا بهدوء: اليهودي لا يعرف المكان ولا يعرف الوصول إليه، وأنا (نحن) عالق معه! كلنا عالقون في «الزمن الباقي». فلنضحك قليلاً.
لكم مقطع من الفيلم http://www.youtube.com/watch?v=r7h657KGY4Y&feature=related

منقول ***

الأحد، 15 أغسطس 2010

شيءٌ يشبه الظل ..!



لينا خالد / عمان

كما لو كان ظّل الشيء عارياً دون رائحةٍ او شكل ..

كما لو كان يتباطأ متعمداً ليؤخر جسداً عن لقاء كان قد انتظر قدومه مطولاً !

جسداً .. قام بتعديل وقفته أمام المرآة ، تحسس وجهه و لحيته التي تخبئ تفاصيل طفولته..

و قال : ماذا لو ذهبت للقائها دون ان احلق شعر ذقني ؟؟

علها ستقول : أنت تخبئ ماضيك وراء هذه الفوضى التي تعلو وجهك ،

اتخشى ان اكتشف طفولة مبتورة او رجولة مثخنة بالهزائم ؟

لم يتوقف مطولاً امام سؤالها الافتراضي !

وتحسس اصابعه متأكداً من وجودهم ،يده اليمنة خمسة و الاخرى ثلاث !

جميعهم موجودون ..و لم يكترث لإصبعيه الذي فقدهما بذات حرب !

- اين بقية اصابعك ؟

- فقدتهم ..

- لاجل من ؟

- لاجل الوطن ..

نظر مطولاً بأنعكاسه على المرآة ..

و مد يده في جيب معطفه

بطاقة لجوءه ، ساعته ، علبة سجائره ، و قلم قديم ..

لم ينسَ شيء ..

تحسس الوقت ، ها قد حان ..

جر ظله وراءه كما لو كان يسعل ..!

الشارع متعرق ،و الشجر متناغم مع ترانيم عصفور يغني خشية من الصمت ..!

جلس على المقعد الخشبي بجانبها و ضع حزمة اوراق ربطت ببكلة شعرها ..

- هذه لكِ .

-لم تتغير كثيراً ..

- انا نفسي لم اتغير و لم افقد سوى بضعة اصابع و بضعة سنين في الانتظار !!


14/8/2010

06:17 صباحاً


السبت، 26 يونيو 2010

حنين مؤجل لحياة مؤجلة

لينا خالد / عمان

هناك عند زقاق القدس القديمة وجدران جسدها المتين شيء من الحنين المؤجل ..
وعلى أطراف أبتساماتنا و زوايا خطوط روحنا المنتشية من رحيق البنفسج ساعات لحياة أخرى..
و في أكواب عمرنا المتبقي شيء من الامل المخبئ ..

بين ثنايا أوراقنا و سطورها شئ من الاحلام المتناثرة
بين دموعنا و بين خطوط اقلامنا شيء من التواطؤ السري ضد الكلمات ..

هناك عند سور عكا العتيق و أمواج بحرها المتخبطة بالهواء شيء من السعادة المؤجلة ...
وبين تراتيل السماء في ارجاء بيت لحم الحزينة شيء من الشهوات المهذبة ..

وبين كروم العنب و حقول الزنبق شيء من العشق الاسطوري المخلد ..
هناك عند الجزء المنسي في رفح طفولة منسية و نمو زهرة مؤجل ..

هناك في تلك الارض .. في فلسطين جزء من حياتنا مؤجل الى اشعار أخر أو لحياة أخرى !!!!



3 سيبتمبر 2009

الأربعاء، 19 مايو 2010

طفلتي يافا ..

لينا خالد / عمان

يافا ... طفلةٌ بذاتِ عشر زنابقٍ بيضاء و أثنين و ستين جرحٍ ! ..
يافا ... طفلةٌ سميت بأسم الحياة ، و بأسم الأرض التي سلبت ..
يافا ... طفلةُ تنفست أخضرار الهواء ببستان يحتضنُ شجرة سنديان عجوز ، ربطت عليها أرجوحتها و تأرجحت كياسمين يحملُ في طياته بعض الشرود..!
يافا نطقت: دعيني!!..
عندما قلتُ لها : أحذري من الوقوع ، فقد يجرحكِ زهر نرجس يسبح في الهواء ..!
.. دعيني ..
أريدُ ان ألمس سقف السماء ..
أريد أن أكون طيراً و أحط على يد جدتي لتداعبني كما كانت تداعبُ جديلتي قبل ان ينسى زماننا كرم العنب و حبة التين .!!
أريدُ أن أقفز بعيداً ، ان أطال الغمام ..
يافا ... طفلةٌ ركضت بين حقل قمحٍ ذهبي دون اكتراث لقدميها الصغيرتان حيث كان طين ناعمٌ يحتضنُ كعبا قدميها الصغيرتان ..
يافا ... طفلةٌ تشبه طفلتي التي كبُرت لتبقى طفلةٌ بسنبلتين تنسدلين على كتفيها كوشاح ..


الاثنين، 19 أبريل 2010

حُلم ..

لينا خالد / عمان

امس قد لمسَ رذاذ البحر حُلمي .!
كنتُ أقف هناك بذات ثمان عشر لجوء ونصف أغتراب !
كان وجهي بأبتسامتهُ يلمس سقف السماء ، بفرحٍ يشبه طفلاً يحتضن لعبة العيد ..
كنتُ هناك بكامل حواس روحي ! .. بكامل حواس جسدي !.. بكامل حواس حنيني !
لمستُ الهواء و لمسَ بياض الموج طرف ثوبي ..
كان ثوباً معرقاً بزرقة البحر ، معرقاً باخضرار الأرض و بعض احمرار حنون الشهداء !
كنتُ هناك حقاً كأنني لم أكن بذات حُلم و أنتظار !! .

لينا خالد
19/4/2010

السبت، 13 مارس 2010

أنتِ يا أنتِ ..


الرؤيا الأولى ...
ملاكٌ يسبح بالأفق نوراً
سنبلةٌ ذهبيةٌ تتراقص زهواً و شوردا .

الرؤيا الثانية ...
وشاحٌ ينادي .. فل تأتي لنداعب الريح !
و نصعد تلك التلة التي تقود خطى أحلامنا الى الابدية ..
هناك ! ..
هناك .. غمامة تنتظرنا لتتنهد شتاء يدفئنا ..
و سماءٌ تشدو فرحاً لعرس الحياة !! .

الرؤيا الثالثة ...
بنفسجٌ يزين هذه الأرض برفق .. ( أنتمي للأرض روحاً ، جسداً ، وظل .. أنتشي من رائحة ذلك الأخضر الذي يملؤها حياة ) ..
أذاً فليحيا هذا الأخضرار صديقتي ..
************
كلمات تعبث بين سطور أوراقي غرورا ..
وأسمك يسطو بحروفه الأربعة على جسد روايتي حنينا ...

أنتِ يا أنتِ ... بعثتي بثلاث رؤى ، بثلاث أبتسامات منذ عشر نرجسات و ثمان عشر زنبقة من العمر ..
أنتِ يا أنتِ كل عامٌ و أنتِ أنتِ . .


لينا خالد
13 آذار 2010
أهداء الى صديقتي حنين الوحش

السبت، 30 يناير 2010

طقوس لاجئة ..

لينا خالد / عمان

شتاء .. موت .. صمت .. إنتماء .. و لجوء ...
بين غرفة لا تعرف سوى الموت أجلس لاجئة لجدرانها ..
قد متُ هناك على تلك الوسادة ذات برد !
صلبتُ هناك على ذاك السرير ذليلة ً ذات حرب !
صمتُ هناك على ذاك المكتب الخشبي أمام ورقة تستفزني ببياض إستسلامها ذات موت ..
يــــاه كم مرةٌ مات ذاك الطفل أمامي و لا شيء يفصل بيننا سوى قطعة من الزجاج !
مات عندما سقطت لعبته ،مات عندما سقط والده ،وعندما سقط بيته ، وعندما سقط جسده جثة بين الركام ..
ركــــــام أحلام مبعثرة كان من الممكن أن تتحق ذات حياة !.
ذلك كله جعلني اتشبث أكثر بطفولةٍ مشردة تعانق و طن قريب بعيد ، كل ذلك جعلني أدرك لجؤي بقسوةً باردة دفعتني لأن أخلق طقوس من وحي الألم .
أطلقتُ العنان لمقطوعة العودة .. أغمضتُ عيناي قليلا ً حتى أعود كثيراً ..
أستشعر بهالة قوة تلتحفني بالأستماع إلى شجن تلك الأوتار التي تبكي عرس الأنتماء ..
تأخذني هناك لتدفئني برائحة الدفء المعتق الذي يعبق من زوايا بيتً كان لي .. أتحسس تربة حقل الياسمين .. أنتشي نسيم زهر الكالونيا .. أستظل بكرم العنب .. أتوحد بأمواج البحر .. أتنفس شتاء شتــــاء .. و ألقي جسدي تعباً على جسد غمامة في سماء حملتها أرضي .. أسرح قليلا ً.. أبكي كثيراً .. و أهمس بألم لجديلة قمح ذهبية :
كل ذلـــــــــك كان ينبغي أن يكـــون لــــــي .. ..
لينا خالد
30/1/2010

السبت، 23 يناير 2010

شاعرٌ فقد ظله ..


لينا خالد / عمان

صوت ينادي أسمك ..
يعريك من ظلك ..
شاعرٌ لجئتَ لغمامة تحمل بين ثناياها دمعُك ..
تداعبُ جديلة قمح بملل ريحها ..
تدفعك لبعض من البكاء الرجولي المعتق ..
بقسوة رثائها لك على مسمع زهرة عذراء و بنفسجة قتيلة ..
هذا الشاعر فقد ظله ! أكتسب تعباً و دمعاً من كثرة انتظاره و ألقاء حنينه بين جسدي و جسديكما جرحاً ..
هذا الشاعر يجلب معه كل ليلة شتائي لأواسي ظفيرة حبيبته السوداء التي تعانق وشاح حب لا يشبه حبه !!!
ظمأ يستبيح ثنايا شوقك لقبلة دافئة ..
صمت يلتحف ضجيج همسك برقة باردة ..
بكائك يتوحد بلهاث ظلها الهارب البعيد ..
تراها .... لا تراك .

لينا خالد

الجمعة، 1 يناير 2010

أرض و بنفسج

بدأت في 28/11/2009 أكتب الكلمات الأولى في رواية جديدة ، أسميتها (أرض وبنفسج ) هي تتحدث عن فلسلفة الأرض و العشق ، وتعرض حتمية الأنتظار الذي يعيش به الأنسان اللأجئ و لا أقصد بذلك اللجوء عن الوطن و حسب ، بل و لجوء الأنسان عن عشقه روحاً و جسد ..
لم أنتهي منها بعد و لا أعلم متى سأخط بها النهاية .. أنا أعيش بها حالياً و تتلتحفني ثنايا صفحاتها ..
سأهدي هذا العمل بعدما أنهيه :
لكل لاجيء لجأ عن وطنه و عن عشقه لجوء روحاً و لجوء جسد ..
لينا خالد

أثر الفراشة

أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيل
ُهو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى وإشراقٌ جميلُ
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليل
ُهو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي بالاقتباس من الظلال
ِولا تقولُ..
.أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ ...
محمود درويش