لينا خالد / عمان
كما لو كان ظّل الشيء عارياً دون رائحةٍ او شكل ..
كما لو كان يتباطأ متعمداً ليؤخر جسداً عن لقاء كان قد انتظر قدومه مطولاً !
جسداً .. قام بتعديل وقفته أمام المرآة ، تحسس وجهه و لحيته التي تخبئ تفاصيل طفولته..
و قال : ماذا لو ذهبت للقائها دون ان احلق شعر ذقني ؟؟
علها ستقول : أنت تخبئ ماضيك وراء هذه الفوضى التي تعلو وجهك ،
اتخشى ان اكتشف طفولة مبتورة او رجولة مثخنة بالهزائم ؟
لم يتوقف مطولاً امام سؤالها الافتراضي !
وتحسس اصابعه متأكداً من وجودهم ،يده اليمنة خمسة و الاخرى ثلاث !
جميعهم موجودون ..و لم يكترث لإصبعيه الذي فقدهما بذات حرب !
- اين بقية اصابعك ؟
- فقدتهم ..
- لاجل من ؟
- لاجل الوطن ..
نظر مطولاً بأنعكاسه على المرآة ..
و مد يده في جيب معطفه
بطاقة لجوءه ، ساعته ، علبة سجائره ، و قلم قديم ..
لم ينسَ شيء ..
تحسس الوقت ، ها قد حان ..
جر ظله وراءه كما لو كان يسعل ..!
الشارع متعرق ،و الشجر متناغم مع ترانيم عصفور يغني خشية من الصمت ..!
جلس على المقعد الخشبي بجانبها و ضع حزمة اوراق ربطت ببكلة شعرها ..
- هذه لكِ .
-لم تتغير كثيراً ..
- انا نفسي لم اتغير و لم افقد سوى بضعة اصابع و بضعة سنين في الانتظار !!
14/8/2010
06:17 صباحاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق