لكي نعود إلى هناك ، لا بد أن نكون في مكان ما ، فالعائد إن عاد لا يعود من عدم..

محمود درويش

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

يلا تنام

لينا خالد / عمّان

لرائحة الوطن حيزاً بذاكرتي !

تسللت عبر مجموعة أوراق صفراء ترقد على مكتبتي !

ابحث بين ثناياها عن رائحة زعتر ، رائحة البحر ، و رائحة الكولونيا ، و حبيبي ..

يأتي موشحاً بكوفيته السمراء من بعيد ، يلمحني اراقبه بشغف ، اغمض عيناي مختبأة منه !

يبتسم .. ابتسم !. يكمل الطريق لداره ، يترك رائحة البارود و السجائر و رائحة العشب الذي كان يغفو عليه على الطريق .. اراقبه يبتعد .. اركض .. ألم رائحته ، ألمها بحذر ، اخبئها بين يدي .. لأغفو عليها .

لرائحة الوطن حيزاً بذاكرتي ! رائحة تشبه آلة خشبية قديمة تغني !

تجعلني ارقص ، اجن ، ادور ، ارقص ، ادور ، اجن .. اطير بخفة اوتارها .. اعلو فوق احلامي ، اهبط برفق ، ثم اغفو .

لرائحة الوطن حيزاً بذاكرتي !

تمددت كما لو كانت جذور شجرة في جسدي ، من خلخالي الكنعاني ,, و نقوش ثوبي المطرز ..

لرائحة الوطن ، حيزاً بذاكرتي ، يغافلني .. يهلل لي لأغفو و أحلم ..

يلا تنام لينا .. يلا يجيها النوم

يلا تحب الوطن .. يلا ابعد عنها وجع كل يوم ..

يلا تنام يلا تنام ، لتحلم بطير الحمام ..

روح يا حمام وخذ بأيد لينا .. وديها على ارض السلام ..

يلا تنام .. .

هناك تعليق واحد: