الثلاثاء، 29 مارس 2011
الأحد، 27 مارس 2011
حوار فيس بوكي قصير
الجمعة، 25 مارس 2011
بسة !!
الثلاثاء، 8 مارس 2011
نذور / بقلم محمود حسين
محمود حسين / الزرقاء
على شفاهنا المبتله برذاذ بحر عكا والمرتويه بابتساماتنا كانت الصوره الاخيره المطبوعه بالذاكره كنا قد نزلنا من القدس بعد صلاة الجمعه الى بيت لحم وشاركنا بقداس الشكر للرب في ذلك الاحد لم نأخذ معنا الا زواده الاحلام وبعض النذور التي ابرمناها تحت قمر اذار الغريب ... فقد كان من طبعه ان يتردد بين الصيف والشتاء اما نحن فلم نكن الا مؤمنين بان نذورنا ستتحقق فلم نكن اقمار ولم نكن نجوم بل كنا شئ لا اعتقد بان الله كان له يد في انجازه فقد كنا لاجئين .
اتممت غرس زيتونتي المئه في جبل المكبّر وما زالت يدي تلتأم بعد ان ضاعت حُمرتها بين التراب...وكانت قد غسلت قدميها من تراب الطريق القديم المنبسط بين ازقة الحي القديم تحت قناديل الزيت التي اعادت وهج حرارة الحريه للحجارة المنقوشه بأكف ابناء كنعان .
بعدما استغرقنا في دموعنا واجتزنا بعض الكيلومترات ووصلنا الى بلاد الناصري ابن مريم اخذت بعض الصور لها وهي ترتوي من عين العذرا مشرب الناصراويه اكملنا مسيرنا مشيا على الاقدام كما كان نذرنا الى حيفا لا ادري اكل ما نراه حقيقه؟ لم يشبه ما قيل لنا من قبل اللاجئين الاوائل ولكنه لم يكن يشبه اي شئ الا فلسطين .. فقد كانت اثار الاحتلال تماما كما قلت ... اثار لقد استطاع الثوار من محو اي ملامح لهم ...لم اشاهد حتى علم واحد لهم على طول الطريق سوى قطعه صغيره استخدمها احدهم لربط غصن برتقاله في احدى بيارات يافا ولم اكن لأميزه لولا ان ذلك المسن ارخاها و تفقد الغصن و ذرف دمعه تمحو بريق سنه المذهب عندما ابتسم... و بفضولها سالته :"ماذا تفعل يا "سيدي" ؟ "
فأجاب؟ "كنت صغيرا ولكني اذكر ابي عندما زرع هذه "البرتقانه" وقال لي:"اسمع يا عبد هاي اهم من ولادك "
وقد فقدت ولدين وحفيد في هذه الثوره ولم ابكي الا عندما رأيت الغصن مكسور والان ابكي لانه استعاد الحياه" ..
وصلنا الى حيفا ووجدتها تمام كما رسمت بحرها الهائج فقد كان الشتاء يدق الابواب ورأيت فيها وجه درويش لا ادري من اي جاء او ربما هو لم يغادرها اصلا .
لم نطل الجلوس فقد اكملنا الطريق الى عكا ولم ادرك اننا وصلنا الصور الا عندما وجدتها تقفز من فوقه وتصرخ.."عكا" ولم اعد اراها فقد ذابت ببحر عكا بين حبات الملح .... اصبحوا واحد صرخت بها " اين انت ؟" فلم تجب بدأت بالركض هنا وهناك نزلت الى الشاطئ.... صعدت الى الاعلى مرة اخرى لابحث بنظرة اوسع واذ بيد لوهله ظننتها يد اله البحر تجذبني للاسفل ولم تكن الا لحظات ادركت انها هي وقد اصبحت للبحر سيده تجذب ما تشاء وتقذف من تشاء ..
رأينا هناك ثلاث وستون عام من الشهداء ورأينا الف الف وردة غارقة بالبكاء ...ارخينا اجسادنا ليحملنا البحر لليابسة و وجدنا الأرض غيمة سماوية تحملنا إلى الخيال ، وقفنا و نظرنا إلى الغد المبتل كثيابنا بالحرية ، ضحكنا و غابت دموعنا بين تحقيق نذورنا و مياه عكا .
8/3/2011
السبت، 5 مارس 2011
يوم عادي في ... قالونيا
الساعة الآن الرابعة عصراً و ثلاث دقائق، موعد انتهاء عملي ، خرجت من مكتبي بحماسة طفل في العيد .. كنت اتوق الوصول الى المنزل أسرع من الريح .. فاليوم سيزورني في منزلنا في القرية بعض صدقاتي و اصدقائي اللذين مضى زمن طويل دون لقائهم و ننوي نقيم سهرة صغيرة في كرم العنب المجاور للمنزل اللذي زرعه جدي بالدوالي قبل 50 عام ، فقد بدأ جدي بزراعة أول دالية يه عندما جاءه الابن الاول ((والدي)) ، و قد أكمل و الدي و أعمامي زراعته و أصبح من أجمل كروم القرية .
المهم امي قالت لي بإنها ستعد لنا المقلوبة و بعض من المسخن ، اطيب انواع المأكولات الشعبية الفلسطينية التي اعشقها.
اختي ليلى موجودة الان في الخليل لا اعلم ان كانت ستأتي لزيارتنا اليوم ، أتمنى ذلك فبحضورها تكتمل السهرة و تمسي اجمل .
- ألو
- اهليين
- شو بدك تيجي اليوم ولا ما بدك ؟
- النية اني اجي ، المحروس اليوم عنده شغل في يافا .
- طيب خلص تعالي ، و امي بتقلك احسبي حساب انك تباتي عنا .
- خلص إن شاء الله بشوفك
- سلام
- سلام
اذن المواعيد و النوايا الليلة تبشر بسهرة من اجمل السهرات .. ستأتي ليلى ، و منى صديقتي النصراوية ، و بيروت من مجد الكروم ، و أحمد و محمود من نابلس ،ستأتي افنان من الرملة ، و ياسمين و حنين من بيت لحم ، لي مدة طويلة لم أراهم و اليوم سنجتمع في الكرم تحت ثريات العنب كما تغني فيروز .
أدخل مشارف قالونيا ، بعد أنعطافة الى اليمين خروجاً من شارع القدس يافا ،أرد السلام على خالي الذي يجلس امام دكانه ، بعدها بأمتار عند بداية الصعود الى بيوت القرية تستوقفني إبنة عم أمي و توصيني بأن انقل إلى امي سلامها و أقول لها بأن كل نساء العيلة سيجتمعون غداً صباحاً في دار أم أمجد عند عين الليمونة .
اكمل طريقي الى المنزل ، يستوقفني اخي سعيد :
- وين رايحة ؟
- شو رأيك انتَ ؟
- طيب خذيني معك ، بس استني اجيب كتبي من عند وائل ..
- ها كيف دراستك ؟
- منيحة ،هل السنة مش راضية تخلص .
- بتخلص ، لا تخاف اهم شي تشد حيلك مشان تروح تدرس في بيرزيت
- إن شاءالله ...
نصل الى المنزل ، يقفز سعيد من السيارة بحركة تذكرني به وهو صغير
- يفضح حريشك لساتك بتحوس مثل حوسك و انتَ عمرك عشر سنين .
اقولها بيني وبين نفسي و اضحك ، سعيد الأن رجل بدأ يشبه والدي و يصبح كما يتمناه والدي .
يفتح لي البوابة اصف سيارتي بالقرب من سيارة اختي لمى ، التي تدرس الطب في جامعة القدس ، ادخل المنزل
- يعطيكي العافية يما .
- الله يعافيكي و يرضى عليكِ يما
- شو اخبار الطبيخ ؟
- هي لمى المعدلة كاعدة بتخبز في الطابون مشان المسخن ، و هي البصل جاهز و المكلوبة قربت تجهز .
- يسلموا هل الأيدين يما ، و ينه ابوي ؟
- هيه في الكرم بقرأ
اخرج الى كرم العنب خلف المنزل ، والدي اضاف الى اول الكرم شجرة رمان كبيرة و بعض من الصبر و التفاح .. آراه من بعيد يجلس تحت فية الدالية و يقرأ كعادته بعض من الأوراق .
- مسا الخير يابا
- هلا يابا ، يعطيكي العافية .
- الله يعافيك ،شفت اليوم تقريري ؟
- آه يابا شفته ، بس كأنه المصور الي معك كاين يلاطش .
- لا يابا منيحة الصور ، بس كنا مستعجلين مشان نلحق نبثه في النشرة .
- على كلن يعطيكم العافية .
- الله يعافيك و يخليك .
والدي منذ بدأت بدراسة الأعلام في بيرزيت و هو متابع لدراستي كان يحلم بأن أصبح من أفضل الإعلاميين و الحمد لله بدأت الأقتراب من ذلك الحلم .
الآن اصبحت الساعة السادسة و النصف و قد وصلت ليلى و منى و بدأنا نحوس هنا و هناك تحضيراً لطاولة العشاء .
- ها ليلى شو اخبار الشركة عندك ؟
- منيحة اياه المحروس بطارد من الخليل ليافا مشان الأجتماعات .
- طيب ما تخلصوا و تنقولوا على يافا .
- بس تخلص المدرسة تبعت الولاد .
- يلا حلو مشان اضلني رايحة جاية على يافا .
- اساس انك مش رايحة جاية على يافا ؟ بتروحي عليها اكثر ما بتزوريني .
- اسا انتِ عندك بحر ، خلص اذا افتتحوا بحر في الخليل قبل ما تنقلي على يافا رح ازورك كل يوم .
- نفسي اعرف شو هل الحب الي بجمعك في البحر ؟
- نفسي اكثر منك !
صوت منى من الكرم :
- شو بدكم تشعلوا الضو ولا نكعد على العتمة .
- نورك كافي عزيزتي . بلاه الضو .
افرط ضحك ، مش على النكتة البايخة بل على السعادة التي تتملكني في هذه اللحظة .
يصل الجميع ، نأكل ، يبدأون بمدح طعام والدتي ، نتحدث في جميع المواضيع ، أحمد رأسه في رأس والدي و يتحدثون عن السياسة الجديدة لأحد الدول الأجنبية ، نتذكر الثورات العربية التي حصلت ، نتحدث عن القذافي و كتابه الأخضر . و عن يوم اعدامه في البيضاء من قبل الليبيين .
محمود يحدثنا عن الموضوع الذي سيطرحه في الحلقة القادمة من برنامجه .
منى تحدثنا عن فكرة فيلم وثائقي جديد .
ياسمين تحدثنا عن المهرجان التي ستقوم به شركتها الإعلامية .
حنين تحدثنا عن اجدد اللوحات لها .
احمد يحدثنا عن المشروع الجديد لجمعية القراء الفلسطينية.
افنان تحدثنا عن كتابها الجديد في قواعد اللغة العربية .
و بيروت و أنا نحدثهم عن تقاريرنا الأخبارية .
و جميعنا نصغي لوالدي و هو يحدثنا عن اهم اللحظات التي حصلت في تاريخنا العربي ، قبل ان نولد جميعاً .
بعد انتهائنا ، نحاول عابثين انا ومحمود بأشعال الأرجيلة ، والدي يصرخ بنا
- لا تشغلوها هون عند الشجر ، روحوا على الحوش .
- خلص بدناش
يتلصص المدخنين منا لتدخين سيجارة بعد المقلوبة و المسخن ، نعود نحتسي القهوة و نتحدث و نتحدث ، يستأذن و الدي و يقول :
- اعذروني يا شباب بدي اروح اكمل قراءة جوا الدار .
- خليك يابا
- لا يابا بدي اكمل الكتاب ، فرصة إذا بدك تعزفي لا تعملي ضجة كثير مشان ستك نايمة .
- حاضر يابا
نحتسي الشاي ، نتحلى من تحت يديين امي كنافة ، نشرب عصير رمان من شجرتنا ثم نغني و نعزف قليلاً ..
يأتي احمد بفكرة جهنمة :
- تيجوا نكمل السهرة في عكا ؟
ننظر الى بعضنا البعض تعجبنا الفكرة ، ننظف المكان الذي كنا جالسين به ، يسلمون على والدتي و و الدي
- وين يابا ؟
- رايحين نكمل السهرة في عكا .
- طيب يابا الله معكم ....
هذا يوم عادي في قالونيا .... يوم عادي من الأيام التي أحلم بها .