لكي نعود إلى هناك ، لا بد أن نكون في مكان ما ، فالعائد إن عاد لا يعود من عدم..

محمود درويش

الجمعة، 4 يناير 2013

♪♫♪♫






- أووووف ولووو!!!!.

- كأنها حياة ثانية، صح!
- كشعرتلي بدني....

تعال، قلبي يُريدك كي نُصاب بالدهشة سَوِيًّا، فقد أجلتُ مقطوعات موسيقية كثيرة حتى تأتي.
ارمي ما حملتهُ من رائحة، و تعال. استلقي بجانبي على هذه الأرض. أنظر لما حملته السماء من نوتات إلهية. أنظر إلى الله كيف يُميل رأسه طرباً على لحناً بشري!.
فيعيد التفكير بلحناً آخر للقيامة غير النفخ في البوق! لحناً يشبنها أكثر.
تعال.. هذا القلبُ لم يعد يحتمل هذا الكم الهائل من القُدسية بدونك.


 

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

الله كان يجلس بجانبي!


كُنت طفلة، أملكُ بطفولتي هذه بعداً عن واقع يجعل الأخرين يبحثون على ما تبقى من جسدي الصغير تحت الركام و هم عاجزين عن كُل شيء إلا عن البكاء.
كُنت طفلة، ألعب بالقرب من الله! هُناك على الشاطئ الذي طلبوا مني مراراً أن لا أذهب إليه كي لا تقتلني البارجة التي تخيف مراكب الصيد و تخيف البحر نفسه، فكُنا نتسلل إليه خلستاً لنكمل ما بدأنا به من لهاث اليوم الذي مضى. كُنا نركض بمحاذة الموج وكانت موسيقى تبعث كلما لامس الموج طرف ثوب الله.
وحين نتعب أسبقه لأجلس بمحاذاة السور المتبقي من منزل قصف على الشاطئ، الله كان يجلس بجانبي ملقياً رأسهُ التعب على كتفي، الله كان يجلسُ بجانبي متكئ على قلبي. يخبرني كم ظُلمنا عندما قالوا بأننا أجمل شيء في هذه الحياة وكلانا نموت كثيراً في هذه الحروب.
لم نبكي، كُنا نضحك.. ونلعب.. و نموت.

ملاحظة: عندما كُنا أطفال، كنا نملك بطفولتنا هذه قرباً من الله. كُنا نراه مراراً ونلعب معه دون أن ندري بأنه هو نفسه الله الذي يتحدث عنه الجميع. كُنا نتوقف عند اسمه كثيراً سألين عن هويته ومكانه. فيجيبوا بأنه "هو الذي خلقنا و مكانه فوق بالسما"..
كان الله قريباً منا وعندما أجابونا أبعدوه عنا وصرنا عباداً لا رفاقاً لجماله. ولكن كُل طفل منا يموت الآن في غزة سيهرب لا بد هو والله إلى ذلك الشاطئ.

أمل كعوش

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

ثمن أيام بفلسطين!




24 أيلول 2012
  • كُل صباح-في العادة- تُحضر نفسك لأشياء جديدة.. و في هذا الصباح كُنت أحضرُ نفسي للقاء الوطن للمرة الأولى. وربما الآخيرة!.
  • الوطن و الأصدقاء وجهان لعملة واحدة فوجود كلاهما يدفعانك لأربع أشياء: الجمال، الحياة، الضحك، و البكاء... شكراً منى.
  • منى أستقبلتني في بيسان، و قطعت فلسطين بالعرض لحيفا، مشان أول شي أملي فيه روحي وعيوني البحر. ومش أي بحر.. بحر حيفا.


25أيلول 2012
  • أول صباح في الوطن، كان يحمل طعم أبتسامة مُكتملة... هذه الأبتسامة لم تكن في هذا الكمال من قبل.
  • سؤال صباحي : يا الله لماذا سُلب منّا كُل هذا الجمال؟

  • شهد القريبة البعيدة، صاحبة الخواتم الكنعانية و العقل"الألاوي". كانت تنتظر في الناصرة. اليوم لقاء آخر مع الوطن وغداً أبتسامة مُكتملة آخرى.
  • في الطريق إلى الناصرة كان صوت فيروز و وديع : تبقى بلادنا بالحمام مسيج                                        ويضحك ع هالعلوات غيم بنفسجي                                                                                                                 و لما على بنياتها يهب الهوا                                                                                                     يصير الهوا ع بوابن يروح ويجي                                                                                             وتبقى بلادنا تضحك بهاك المدى.                                                                                                  
  • ريحة فلسطين من جبل القفزة لحالها كافية لتصحيك من كُل الوهم.
  • بعد اللقاء كان في تدوينة من شهد:"أتوارى في بابِ قلبي على الوعدِ الذي نُفّذَ ليلةَ أمس. تجلسُ برجلٍ واحدةٍ ممدوةٍ على الحافّةِ العارية وتراقبُ الخجَل المُنعكسَ في مرايا عيني وتقول:"أول مرّة بحكيش معاكِ اون-لاين!" أُفجَع بحقيقتي الوحيدة. نحنُ محض إلكترونٍ شهيّ وجدَ لنفسهِ بيتًا في رحابِ وطنٍ بعيد." .. و النعس فاض في عيونا و غفينا.

26أيلول2012
  • الناصرة تدفعك للأستيقاظ مُبكراً بأبتسامتها في وجهك، تلك الأبتسامة التي تنساب كالحرير إليك عبر شبابيكها القديمة..
  • سُكرة صباحية مشان تصحيكِ من الحلم!"ولك آه أنتِ بفلسطين ومع شهد و بتسمعوا فيروز و بتتحدثوا و بتضحكوا في أقدم البيوت الفلسطينية بالناصرة".... شكراً شهد شكراً لهذا الكم الهائل من الجمال.


  • الطريق إلى عكا كان دافئاً! وسلساً ومحزن.. و محمد عبدالوهاب يتسأل " كل دا كان ليه؟".
  • "غنيت مع فرقة ولعت لو شربوا البحر، و عكا ع راسي في عكا :) "
  • في داخل عكا، كم كُنت برفقتي هُناك.. كم كانت روحك تطوف حول الطاولة، وكم حاولت أن أخفي وجودك في دخان "الأرجيلة"، وكم ظهرت عندما تذكرتُ لقائنا الآخير في بلاط الرشيد.


  • حيفا، بدونك أنت...
  • القلب الذي ينبض بك و لك يأخذني لهؤلاء الذين تحبهم عن غير قصد.
  • ليلتي الوحيدة في حيفا، كانت "فلسطينية" جداً.. شكراً راية و آيه. شكراً على هذا الكم الهائل من الوطن.
  • الآن فقط أدركت كم كان جميلاً  أن أستيقظ في الناصرة و أقضي نصف نهاري هُناك و أكمل يومي في سهرة على سور عكا و أتوج هذا اليوم في حيفا... يا الله ما هذا الكم الهائل من الحياة في دمي.            


27أيلول2012
  • الصباح في حيفا كان يطلُ على ثلاث شرفات، و قلب مُشرع أمام شجرة رمان و ميناء حيفا... و أنت بغيابك من أنقصت أكتمال اللوحة.
  • البحر، لسعني خمس مرات لأصدق بأنني بداخله فعلاً.
  • "شكراً آيه و منى.. أنتم رفيقات بحر حيفا :) "
  • في الطريق من حيفا إلى القدس دونت رسالة إلها: " حيفا، ودعت البحر بدمع مالح توحد مع ملوحة المي في بحرك، إلي اتعمّدت ما أغسلش جسدي منيح منه.. الطريق اللّي محى شالك الأبيض المرتمي على الشط،ذبحني لدرجة أني سكرت البرداي مشان ما أشهدش غيابك أو غيابي، بيت راية بشبابيكه القديمة و شرفاته الثلاثة و رائحته إلي بتعود للثلاثينات أخذ من قلبي كُل شي. تفاصيله و ألوانه و كيف شبابيكه بتحاول تتزروق ما بين البيوت مشان تقدر أطل على المينا البعيد. حيفا ليش أنتِ مُصرة دايماً توخذي من قلبي شقف! مظلليش أشي يا بنت..... فكرك منرجع نلتقي؟؟؟؟؟. سلام حيفا.". 


  • القطار في القدس، كان عفن بسبب رائحتهم. حاولت أن لا أنزعج و أن أتخيل أن هذه العائلة اليهودية التي تجلس أمامي من الخليل، و قد جائت لزيارة أبنها الذي يدرس في الجامعة العربية في القدس!!!!.و هؤلاء العاشقان اللذان يحصلان على قُبلة، تونسي و نابلسية!..
  • الجدارُ الفاصل ليس إلّا شعرة أزعَجت قُبلةً بينَ فمّان.      -شهد أبو إسحاق-
  • وقح، أنتَ و كُل بواباتك الحديدية التي تدور حول قلوبنا و تحطمها إلى اشلاء..
  • إي وجه ذلك الذي لا يُصفع مجرد أن يدخل من بوابات جُهنم التي تفصل بين القدس ورام الله..


28/29أيلول2012
  • في هذه الأيام، زرت القدس و بيت لحم. في القدس رأيت المسلمين يبحثون عن "الله" في مساجد الحرم القدسي. و في بيت لحم رأيت المسيحين يبحثون عن "الله" بارجاء كنيسة المهد. دون أن يعلموا بأن """""الله موجود في وجوه هؤلاء اللذين لجؤا و تشردوا.. الله لاجئ لا تبحثوا عنه هُنا. أبحثوا عنه في المخيم.
  • رام الله، جعلتني اتقئ نفسي ثلاث مرات، نفسي أعرف رام الله ليش صحت كُل هالوجع؟!
  • حوار: - جاية سياحة؟                                                                                                                        - آه يا ولاد الوسخة!                                                                                                           - ليش؟                                                                                                                    - لأنه ما ظلليش خيار ثاني.
  • حوار آخر:                                                                                                                              - جاية بفيزا!!! خيانة...                                                                                                               - كُنت مستنيتك أنتَ تحررها بس لأنشغالك في تخوين الآخرين مما أدى ذلك الأمر لعدم قدرتك على تحريك"قفاك" و بوصلتك إتجاه تحرير فلسطين، قررت أجي فيزا..



30 أيلول 2012
  • حوار ثالث:                                                                                                                         - فلسطين مش بس برتقال يافا.. تكونيش رومانسية.                                                                                  -  إمبلا خيا فلسطين برتقال يافا، و خروب الكرمل، و ملوخية صندلة، و رمان القدس، وصبر قالونيا، و عنب الخليل... مش أنتَ إلي بتقلي شو فلسطين، أنا بعرف منيح شو يعني فلسطين. و بعرف كمان إنه بعدها مُحتلة بسبب تخاذلك أنتَ. و بسبب إنك أبن رام الله و عم تحكي بأتجاه إنه مشان تتجوز بدك "تنزل تشتغل في إسرائيل" !!!. إسا عرفت ليش فلسطين بعدها مُحتلة. عم أدور ورا جيزة و هذولاك قاعدين عم بدرسوا بالذرة في الجامعة العبرية في القدس.


  • الوطن "بحالكم هذا" قصة خيالية. فكفوا عن سردها لأطفالكم.............


1تشرين الأول 2012
  • سلام فلسطين.. .





الاثنين، 27 أغسطس 2012

العضو الأنثوي و العقل العربي !


لينا خالد / عمّان  

كانت تُغيظني دائماً تِلك المُعلمة التي تُحاول بمحاضرتها السمجة عن الشرف و صون الفتاة لنفسها حتى لا تجلب العار للعائلة ، كانت تُغيظني بكلماتها خصوصاً عندما تبدء بتشبيهنا "بالزجاج" ! ، لا زلتُ أذكر أفواه زميلاتي المرتجفات عندما تتفوه المعلمة بجملتها الشهيرة :
" البنت مثل القزاز إذا انقحطت مرة بضله معلم عليها و مشوه منظرها " !!! .
هذه جملة من عدة جمل هطلت علينا كفتيات بدأت ثمارهن بالنضج تحذيراً لنا كي لا نقع في الخطأ و نجلب العار للعائلاتنا  . وهنا اكرر كلمة " العار للعائلة" لأن هذا ما رسخوه في عقولنا ، باعتقادهم أن اجسدانا هي مُلك عام للعائلة يحق " لأبن خالة عم ابو ابن ابوها "للفتاة أن يحاسبها على فقدان جزء منه بحكم قانون الشرف المتوارث عن "عقول" حجرية حَكمت ولا زالت تحكم مجتمعاتنا العربية .
هناك آمر آخر يُغيظني بشدة ، وهو تعرض الفتاة للتحرش وسكوتها عليه خوفاً من تعرضها للوم من قبل الآخرين ،وتجنباً لوابل الجمل التي قد تتعرض لها تلك الفتاة المُتحرش بها وكأنها هي المخطئة و التي قامت بالتعدي على احلام الذكور الوردية بوجودها - الذي من المفروض أن يكون طبيعي - في الشارع :
-       الحق عليكِ ، شوفي شو لابسة !! كُل لحمك مبين .
-       اخص عليهم أخوانك كان لازم يضبوكِ .
-       ليش تطلعي من البيت أنتِ بنت !
-       هُش اوعك تجيبي سيرة لأخوانك بلاش يعملوا طوشة .
حينها تبدء الفتاة التي كانت تنوي ان تحقق ذاتها باقناع نفسها بجملة "ظل راجل ولا ظل حيط" . و تبدء عملية البحث الطويلة على هذا الرجل الذي في نهاية المطاف يتضح أنه هو حيط أيضاً ! .
تُغيظني ضحكة الشاب الذي تحرش بالفتاة ، و تصفيق أصحابه و مدحهم له :
-       ولك يا عرص والله أنك طقع كيف عملتها ! .

حيث في أحياناً كثيرة يكون هذا الشاب المُتحرش هو نفسه أول المعترضين على حرية فتيات العائلة و 

 خصوصاً عندما تعبر أحداهن عن رأيها بما يتعلق بمفهوم الشرف ، حيث يبدء بعملية "سوق الشرف "عليها 

لمجرد أنها تملك عضو تناسلي بإمكانه إن "ينسف" شرف العائلة إذا ما استخدمته بطريقة خاطئة . "خصوصاً

 إنها بتفهمش أشي و بتحكي عن الشرف و هو ولي صالح عليها ! " .

هذه الامراض الاجتماعية وما تخلفه من صور مشوهة عن جسد المرأة ومفهوم الشرف ...هذه كلها جعلتني على يقين بإن عضو الأنثى التناسلي يُقلق العقول العربية أكثر مما يُقلقها وجود مصنع للإسلحة النووية في إسرائيل ! او حتى وجود " اسرائيل " نفسها ! .
 غريب هذا العقل ، عندما يصفق و يرقص و يطلق الرصاص من إجل ليلة سيحتفل بها ذكر بتتويج رجولته عند فضه لبكارة هذا العضو !! .
والأكثر غرابة عندما يغضب ويطلق الرصاص بمجرد الشك بإن هذه البكارة فُضت دون إذن رسمي من أكبر عضو ذكري في العائلة فيمشي مطأطئ الرأس لضياع رجولته ! .

الخميس، 16 أغسطس 2012

شوية دين !


اليوم و بالصدفة سمعت حد بقصد بحديثه المسيحية و بقول : رغم أنهم مناح مع المسلمين و بحترموا مشاعرهم و بيوكلوش قدامهن و أنهم برضه بعيدوا عليهم بأعيادهم إلا أنهم بضلهم "مُشركين"! .. و هون عماها بعد ما حاول يكحلها ! ، و مشاني حُست كثير و ما قدرتش أرد عليه بحب أفش غلي هون .. تعال يا حبيبي ، المسيحية مُشركين ! طيب مشان أوضحلك الأمور خُذ هالمفاجأة :" برضه المسلمين مُشركين " ، يعني بالنسبة للمعنى المتعارف عليه لمصطلح "مُشرك" فهذا الأشي بنطبق عليك تماماً و يا سيدي هي التعريف كمان (( المُشرك هو الذي يعترف بوجود الله لكنهُ يعبد مع الله أي يشرك غيره معه بزعم أن من يعبده يقربه إلى الله كما قال القرآن عن المُشركين "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ "(( 
يعني أنتَ يا الي بتعبد محمد ، و عايشة ، و الصحابة ، و بتعبد الحُكام ، و بتعبد الشيوخ ! و غيرهم كثير . بطلعلكش تحكي أبداً عن حدا بشبهك تماماً و مش فارق عنك بعبادته إلا بأثنين المسيح ، و مريم ! .


*ملاحظة : هذا مش تعميم لأنه في ناس كثير مش هيك ، بس للأسف إنه الأكثرية الظاهرة هيك ! .
* ملاحظة ثانية : أنا ما بهاجمش و لا بدافع ، انا بلفت نظركم لخطأ الأثنين بمارسوه ! . 

الأحد، 12 أغسطس 2012