لينا خالد / عمان
مقيدة تماماً بنكبتي ، و الأصح من ذلك نكبتي الموروثة . فقد ورثتها عن والدي و والدي بدوره ورثها عن جدي ، كما لو كانت مرضاً تفشى في خلايا عاطفتي و روحي ، حتى أنني أصبحت مؤخراً أشعر بألم في عظامي و كأن فايروس هذا المرض أمتد إليها وبدء بنخرها ، كنمل أبيض ينخر جسد بابْ خشب عتيق – وما بي عُتقاً سوى وجعي – يؤل للسقوط و التلاشي .
هذه السنة ليست كباقي السنوات الماضية ، و السنة القادمة لن تكون كهذه السنة .
فأنا الأن أشعر بضعف جسد بلغ الثلاث و الستين من عمره . فقد بدأتُ آرى شيباً يُعبأ رأسي ( المشعوط ) من شعب دام أنقسامه أربع سنوات نام بسببها محمد ورندة وسلام و لم يستيقظوا ليذهبوا إلى البحر بعد المدرسة ! .
و أشعر بأنحناء ظهري الذي حملتُ عليه أبتسامات الشهداء – المحملين بالأمل – الذين ألصقتُ صورهم على الجدران الأربع لغرفتي المسكونة بأرواحهم الثائرة .
و أشعر بتجاعيد و خارطات هجوم خُطت بإيدي فدائيين مجهولين ، اخذت من وجهي تناثراً لملامح العودة ...
كنتُ قد تمنيت أمنية بداية هذه السنة ، أمنية صغيرة تتمثل بحفنة تراب واحدة من أرض فلسطين ، تكفي روحي ، و حفنة هواء من سمائها
اعبأ به رئتاي لتكفي ثمالة أبدية .. لا زلت أتمنى هذه الأمنية على كل حال و لم أذكرها الأن إلا تأكيداً على مثولها أمام أحلامي الصغير و تشبثها بالأمل .
ها أنا الأن بثلاث و ستين عام من الدم و الموت ، ثلاث و ستين عام من حب الحياة !
ثلاث وستين عام ارتبطُ بمحمود و غسان و ناجي و دلال .
ثلاث وستين عام ولا يردد جهاز المذياع لدي سوى : راجعين يا هوا راجعين ..
ثلاث وستين عام أغتسلتٌ بهم بدمع قهري .. و نستولوجيتي !
سأقوم بكتابة رقم 63 بجانب الأرقام العشرة السابقة على جداري .. أملاً بأن لا أكتب السنة القادمة ، سوى نشيد نصراً ازين به جدار غرفتي في قالونيا .
فقد تعبتُ من قيدي .. وهرمتُ و لم أطفئ الشمعة العشرين من عمري بعد .
9 أيار 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق