لكي نعود إلى هناك ، لا بد أن نكون في مكان ما ، فالعائد إن عاد لا يعود من عدم..

محمود درويش

الثلاثاء، 10 مايو 2011

الوجع رقم ثلاث و ستين (63) !

لينا خالد / عمان

مقيدة تماماً بنكبتي ، و الأصح من ذلك نكبتي الموروثة . فقد ورثتها عن والدي و والدي بدوره ورثها عن جدي ، كما لو كانت مرضاً تفشى في خلايا عاطفتي و روحي ، حتى أنني أصبحت مؤخراً أشعر بألم في عظامي و كأن فايروس هذا المرض أمتد إليها وبدء بنخرها ، كنمل أبيض ينخر جسد بابْ خشب عتيق – وما بي عُتقاً سوى وجعي – يؤل للسقوط و التلاشي .

هذه السنة ليست كباقي السنوات الماضية ، و السنة القادمة لن تكون كهذه السنة .

فأنا الأن أشعر بضعف جسد بلغ الثلاث و الستين من عمره . فقد بدأتُ آرى شيباً يُعبأ رأسي ( المشعوط ) من شعب دام أنقسامه أربع سنوات نام بسببها محمد ورندة وسلام و لم يستيقظوا ليذهبوا إلى البحر بعد المدرسة ! .

و أشعر بأنحناء ظهري الذي حملتُ عليه أبتسامات الشهداء – المحملين بالأمل – الذين ألصقتُ صورهم على الجدران الأربع لغرفتي المسكونة بأرواحهم الثائرة .

و أشعر بتجاعيد و خارطات هجوم خُطت بإيدي فدائيين مجهولين ، اخذت من وجهي تناثراً لملامح العودة ...

كنتُ قد تمنيت أمنية بداية هذه السنة ، أمنية صغيرة تتمثل بحفنة تراب واحدة من أرض فلسطين ، تكفي روحي ، و حفنة هواء من سمائها

اعبأ به رئتاي لتكفي ثمالة أبدية .. لا زلت أتمنى هذه الأمنية على كل حال و لم أذكرها الأن إلا تأكيداً على مثولها أمام أحلامي الصغير و تشبثها بالأمل .

ها أنا الأن بثلاث و ستين عام من الدم و الموت ، ثلاث و ستين عام من حب الحياة !

ثلاث وستين عام ارتبطُ بمحمود و غسان و ناجي و دلال .

ثلاث وستين عام ولا يردد جهاز المذياع لدي سوى : راجعين يا هوا راجعين ..

ثلاث وستين عام أغتسلتٌ بهم بدمع قهري .. و نستولوجيتي !

سأقوم بكتابة رقم 63 بجانب الأرقام العشرة السابقة على جداري .. أملاً بأن لا أكتب السنة القادمة ، سوى نشيد نصراً ازين به جدار غرفتي في قالونيا .

فقد تعبتُ من قيدي .. وهرمتُ و لم أطفئ الشمعة العشرين من عمري بعد .

9 أيار 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق