لكي نعود إلى هناك ، لا بد أن نكون في مكان ما ، فالعائد إن عاد لا يعود من عدم..

محمود درويش

الأربعاء، 9 فبراير 2011

رائحة الحرية !

لينا خالد / عمان
أعتقد بهذه الأوقات انه لدى الشعب المصري الأستعداد التام بأن يدفعوا 75,000 روح لرسم ابتسامة بعد دموع و مشقة التخلص من الذل و الحصول على الكرامة التي لا طالمة كانت غائبة بوجود هذا النظام البرجوازي .
لا هي ليست ثورة النيل او ثورة اللوتس ، بل هي ثورة الشباب الذين لم اكن اتوقع منهم ابداً بأن ارى ثورة كهذه ، كنت دائماً اقول ان شباب الشعب المصري هم شباب تامر حسني و لكنني كنت مخطئة تماماً انهم شباب خالد سعيد ذلك الشاب الذي قتل بكل دم بارد بعدما رفض ان يفتش من قبل مخبريين حفاظاً على كرامته .
في 25 يناير كان لدي امتحان اخر الفصل في الجامعة ، كنت انتظر اي خبر يتعلق في المظاهرات التي كان قد خطط لها منذ اسابيع عن طريق الفيس بوك ، سألت احد الزملاء ان كان سمع اي خبر يتعلق في الموضوع و اذكر بأنه اجابني (( مش رح يصير اشي ، كلهم 200 واحد ان طارت وحيروحوا )) ، ولكن كانت اعدادهم بالآف ولم (( يروحوا )) بل بقوا وصمدوا حتى وصلت اعدادهم تفوق المليونيين مصري . غداً سيدخلون يومهم السادس عشر في الصمود .
قد كشفت هذه الثورة ما قد كان يحاول النظام المصري بأن يخبئه ، و خصوصاً ما يتعلق في الفساد الذي يعشش في جهاز الشرطة و عدم الانسانية التي يتحلا بها هذا الجهاز . و الكثير من الفضائح التي تعلمونها .

الأهم من ذلك بأن يبقى الشعب المصري مرابط هناك في ذاك الميدان الذي يحمل الحرية في طياته حتى ينولون مطالبهم ، رغم كل التحديات التي تواجههم و ستواجههم .. فهذه ثورة رغم الذين يحاولون التصغير من شأنها و اطلاق اسم ازمة عليها ، هذه ثورة بلون قمصان العمال و المزارعيين المهترئة ، ثورة هؤلاء الذين يعيشون في القبور و في ( العشش ) ، هذه ثورة بلون وطعم و رائحة الحرية ، تذوقوها و صفوا لنا كيف هي رائحتها و كيف يكون طعمها بعد جوع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق