أحترق وسط البلد ، و ما بعرف شو كمان احترق معاه ، بس
يا خوفي على كل ضحكة ضحكناها ما بين زواياه من النار !.
يبدو إنه كان لازم يصير شي مثل هيك مشان أُستفز و أحكي إنه بكفي ، خلص "قَبّعَتْ"
على قولتك ! .
قصتي أنا و أنتِ قصة مدينة ، و يمكن
هي مش بس قصتي وقصتك ! هي قصة كل صديقتين جمعتهم زوايا عمان و
مكتباتها و مطلاتها و
مقاهيها و تاريخها . بتذكر كيف بلشت لقائاتنا الشتوية من سنتين ، كنا نلتقي مشان الكتب
، كانت حُجة قوية حتى أخلق ذكريات معك و بلش سطر جديد بصداقتنا إلي "فشلت"
أيام المدرسة ، بتذكر كيف كنتِ تستنيني ، كنت اتأخر دايماً عليكِ و كنت أدايق كثير
و أتوتر و ما حب أني اتأخر عليكِ ابداً ، وبس أوصل كنت أنسى كل شي . لأني صرت واخيراً
محل ما بدي كون ، معك .
بتذكر أول مرة رحنا فيها على "جبل القلعة" ، -هي هيك العلاقة مابين
عمان و بين أي حدا المرحلة الثانية بتوديك لجبل القلعة - بتذكر قديش كان هالمكان قريب من روحك و روحي ، لدرجة
إنه أصرينا نوخذ كل إلي بنحبهم عليه ، كنا متلهفين كثير لنفرجي هالمكان لكل حدا حبيناه
، مشان نخلق ذكريات تخلق بدورها علاقة أكبر مع المكان .
بتذكر بعد كل الأشياء البشعة الي مرينا
فيها ، كيف أنقطعنا عن بعض ، و كيف برضه عمان رجعتنا . وقت ما رحنا لأول مرة على
"ديوان الدوق" الي كل الناس شافوه ديوان و أحنا اصرينا على أنه بيت ، وكنا
نحكي للكل إنه "رحنا على أقدم بيت بعمان " . كانت لوحاته و اثاثه و المرايا
فيه ، و غباره ، وجراس الهوا المعلقة على بوابه ، و دفاه بالشتا و الشاي "المش
زاكي " تبعه كل هذا كان أجمل شيء ممكن نعيشه .
بتذكر " باركينغ الشابسوغ " لما طلعنا على أخر طابق فيه مشان أصور
عمان من فوق ، كيف كانت ريحة القهوة مفحفحة في المكان .
بتذكر "ساحة مسجد الحسيني"
و الوجوه إلي صورناها سوا ، بتذكر وقتها كيف كنتِ عيني فعلاً .
بتذكر "الباص" و الناس البسيطة
إلي فيه و بتذكر طريقنا من البلد لبيتكم و من بيتكم للبلد .بتذكر "هاشم"
و البصل ، وقصة مقاطعة "الكولا كمنتج صهيوني " مع زَيد .
بتذكر "الهريسة" و "السحلب" إلي كانوا فرض لازم علينا بالشتا
، و بتذكر "مرطبات فلسطين" في الصيف .
بتذكر "دار الشروق" ، اللف بين رفوف المكتبة بطريقة بتوحي إنه هالصبيتين
رح يشتروا كل المكتبة ، و ما نطلعش غير في كتابين و أحياناً ما نطلعش في ولا كتاب
.
بتذكر المرحلة الجديدة إلي بلشناها من شي اربع اشهر ، هوس اللويبدة "بحر
الرمال" برضه على قولتك ، و "دارة الفنون" و " دوار باريس"
و المطل إلي قبال مدرسة "ضرار" .
بتذكر "المدرج الروماني
" و كيف كنتِ تستمتعي و أنتِ تلعبي بأعصابنا و أنتِ تنطي من درجة لدرجة، و كيف
كنتِ تستمتعي أكثر لما توقفي على الحفف و أنا أنصمد في محلي وقلبي واقع مش عارفة أعمل
أشي لأني بخاف من المرتفعات .
بتذكر "فول الماما " ، يوم
عيدك ! الدنيا مسكرة و ثلج وبرد وفش غير ثلاث مجانين قرروا يفطروا هُناك مع سابق الأصرار
و الترصد . وطلعت الفتة مش زاكية ، بس إنه جمعتنا بعيدك كانت كافية .
بتذكر أخر مكان إلنا "بلاط الرشيد " ، أرجيلة و سيجارة و كركديه و
ام كلثوم بتغني بالخلفية و حكي و ضحك و قرص و سرحان و كمان مرة ضحك ، إنه شو جابنا
على مكان كله ختيارية غير هالأشياء الي ذكرتها ! ولأ و المصيبة جمب مخفر الشرطة ، و
ما بينزل علينا الحديث في السياسة إلا هُناك خصوصاً لما تولع الامور مع زَيد .
بتذكر إني اخطأت بحق كل هذول الأشياء ، و بحقك . و بتذكر بهاللحظة هاي إنهم
حرقوا جزء منا هناك ، و مش حابة شوف الأجزاء الثانية منا عم تحترق .
بكفي ..... أطفوا النار ، أطفي النار
و خلينا نلتقي في بلاط الرشيد و مثل دايماً أختاري طاولة قريبة من الشارع مشان نشوف
وجوه الناس بشكل أوضح .